بسبب اختراع واحد وتحديدا جهاز الهاتف الذكي (آيفون) الذي قدمته شركة آبل الأميركية، عملاق التقنية الحديثة المعروفة، تمكن ستيف جوبز مؤسس هذه الشركة الفذ وصاحب الرؤية الثاقبة من القضاء التام على ثلاث من هواياتي المفضلة. الهواية الأولى التصوير بالكاميرا المحمولة، فبعد إضافة كاميرات رقمية متطورة شديدة الحساسية للهواتف المحمولة الذكية لم يعد هناك داع لحمل الكاميرات، والثانية هي جمع الساعات، فاليوم بعد وجود ساعات متطورة جدا داخل الهاتف الذكي لم تعد للساعات نفس الغاية والجانب العملي الذي أوجدت لأجله في الأساس. والثالثة جمع الأقلام، فمع كثرة استخدام الهاتف وبالتالي الاعتماد على نفس مفاتيح الكتابة للعمل والتواصل الاجتماعي على الهواتف الذكية لم يعد هناك داع لاستخدام الأقلام كما كانت عليه قديما.
ستيف جوبز لا تزال ذكراه ملهمة للمهتمين في تحليل أهم رموز القيادة والناجحين المميزين في عالم الأعمال بمختلف أشكاله. ابن المهاجر السوري من عائلة الجندلي القادم من مدينة حمص، والذي أودع ستيف جوبز بعد إنجابه للتبني، ثم فشل في إتمام مسيرته الجامعية وبعد النجاح طرد من مجلس إدارة شركة “أبل” التي أسسها، يقول ستيف جوبز في كلمته الشهيرة أمام خريجي جامعة ستانفورد الأميركية العريقة جدا إن التجارب الثلاث الصادمة هذه هي التي كونت نهجه وشكلت تفكيره غير التقليدي وولدت عنده شغف العمل وعشق النجاح. وبذلك يقدم للعالم عمليا فكرة أن هناك رابطا خفيا يوصل مختلف النقاط في حياة الإنسان ببعضها البعض، وجميعها هي مجرد قطع مفصلة لتشكيل الصورة الكبيرة المجمعة. وبذلك تتضح الرؤية أن الحكمة غير المعروفة وقت حصول الأحداث في حياة الناس تصبح تصويرا حيا للآية الكريمة “وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم”. كل شيء يحصل لأسباب قد نعلمها ولكن في أغلب الأحيان تبقى مجهولة لنا، ويبقى الصبر مطلوبا والسعي مرغوبا والتوفيق عزيزا.