الحكومات والبنوك المركزية الكثير من الدروس حول المخاطر النظامية، لكن الأسواق المالية تواجه اليوم تحديًا جديدًا يتمثل في الازدهار السريع لشركات الذكاء الاصطناعي. هل يمكن أن تتكرر سيناريوهات الفقاعات السابقة؟
تشابهات مع الفقاعات السابقة
التقييمات المبالغ فيها: ترتفع قيم أسهم شركات الذكاء الاصطناعي بشكل غير مسبوق، مشابهة لما حدث مع شركات الإنترنت خلال فقاعة الدوت كوم في أواخر التسعينيات.
المضاربة المفرطة: تدفق الاستثمارات إلى الذكاء الاصطناعي دون دراسة العائد الفعلي قد يؤدي إلى تكوين فقاعة.
الاعتماد على الديون: بعض الشركات الناشئة تمول توسعها عبر الاقتراض، ما يضعها في موقف ضعيف في حال ارتفاع أسعار الفائدة أو تراجع الإيرادات
الدروس المستفادة من 2008 لمنع تكرار الأزمة
التنظيم المالي الصارم: ضرورة فرض رقابة على الاستثمارات الضخمة في التكنولوجيا لضمان عدم تضخم السوق بشكل غير صحي.
الشفافية المالية: يجب على الشركات تقديم بيانات مالية واضحة تعكس الواقع بدلًا من الاعتماد على التوقعات المستقبلية فقط.
إدارة المخاطر: على المستثمرين عدم وضع كل استثماراتهم في قطاع واحد، بل يجب تنويع محافظهم المالية لتقليل المخاطر.
هل الذكاء الاصطناعي يمثل فقاعة حقيقية؟
ليس بالضرورة، فهناك اختلافات رئيسة مقارنة بفقاعات الماضي:
الذكاء الاصطناعي لديه تطبيقات عملية تُستخدم بالفعل في قطاعات عديدة، ما يعطيه قيمة اقتصادية فعلية.
الكثير من الشركات الكبيرة، مثل “مايكروسوفت” و “جوجل”، تستثمر في الذكاء الاصطناعي من خلال نماذج أعمال قوية وليست مجرد مضاربة.
الخلاصة
قد يكون هناك مبالغة في التقييمات، لكن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد “موضة” عابرة مثل بعض الفقاعات السابقة. المفتاح لتجنب أزمة مالية جديدة هو التنظيم الجيد، وإدارة المخاطر، والتركيز على القيمة الحقيقية بدلًا من التوقعات غير الواقعية. ومن ناحية دور المستثمر تجنب مخاطر الفقاعات المالية وعدم الانجراف وراء التقييمات المبالغ فيها، وأن يكون حذرا عند الاستثمار في قطاعات تشهد نموا سريعا في الوقت الحالي. من الطبيعي أن عادة الفقاعات تغذيها عقلية “الجميع يشتري، يجب أن اشتري أيضا“. التنويع يقلل المخاطر، فإذا انفجرت فقاعة في قطاع معين، لن تتأثر محفظتك بالكامل. وأعتقد بأن أهم نصيحة للمستثمر الذكي أن لا تنجرف وراء الموجة، بل اعتمد على التحليل الواقعي.
خبير مصرفي ومستشار اقتصادي