قال الرئيس دونالد ترامب يوم السبت إنه يود أن يرى الأردن ومصر ودول عربية أخرى تزيد من عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين تقبلهم من قطاع غزة، ما قد يؤدي إلى نقل ما يكفي من السكان “لتطهير” المنطقة التي مزقتها الحرب لإنشاء سجل نظيف افتراضي. وفي جلسة أسئلة وأجوبة لمدة 20 دقيقة مع الصحافيين على متن طائرة الرئاسة، قال ترامب أيضًا إنه أنهى حظر سلفه على إرسال قنابل تزن 2000 رطل إلى إسرائيل. وهذا يرفع نقطة الضغط المقصود منها تقليل الخسائر المدنية خلال حرب إسرائيل مع حماس في غزة، والتي توقفت الآن بسبب وقف إطلاق النار الهش. وقال ترامب عن القنابل: “أطلقناها اليوم. لقد كانوا ينتظرونها لفترة طويلة”. وعندما سئل عن سبب رفع الحظر على تلك القنابل، أجاب ترامب: “لأنهم اشتروها”. وبنى ترامب حياته السياسية حول كونه مؤيدًا لإسرائيل بشكل واضح وصريح ولا يقبل التأويل. وفيما يتعلق برؤيته الأوسع بشأن غزة، قال ترامب إنه أجرى اتصالا هاتفيا في وقت سابق من اليوم مع الملك عبدالله الثاني ملك الأردن، وسيتحدث يوم الأحد مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. حسب تصريح الرئيس الأميركي ستكون هذه الخطوة لبناء مساكن في أماكن متفرقة حيث يمكن للفلسطينيين العيش بسلام؛ وسط مخاوف من حرب إبادة أو تطهير عرقي خصوصا مع وجود تلميحات وتوجهات تدل على ذلك.
أما بالنسبة لنزوح مواطني غزة، فهناك التخوف الأكبر من عدم القدرة على الرجوع، أما من الجانب الأردني والمصري فستؤدي بلا شك لزيادة الضغط على الموارد والبنى التحتية، ما سيؤدي بشكل مباشر لنقص في الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والإسكان أيضا. كما أن النزوح سيؤدي لتوترات اجتماعية وسياسية، وهو ما يؤثر على فرص العمل والاقتصاد. أما التخوف الأكبر من وجهة نظري فهو المتعلق بحالة التأهب الأمني القصوى التي سيضطر البلدان لتفعيلها نتيجة تسلل جماعات متطرفة عبر الحدود. ولكن إذا تم تبني الاقتراح، فإنه سيمثل تحولًا حادًا عن موقف إدارة بايدن القائل بعدم ضرورة إخلاء غزة من سكانها، وقد يشير إلى تحول عن موقف الولايات المتحدة الراسخ القائل بأن غزة يجب أن تكون جزءًا من دولة فلسطينية مستقبلية. كما أن من شأنه أن يجعل إدارة ترامب متفقة مع أكثر الساسة اليمينيين المتطرفين في إسرائيل، الذين يدعون إلى نقل الفلسطينيين من المنطقة لإفساح المجال للاستيطان اليهودي.
ورسم الرئيس الأميركي ترامب لنفسه صورة مغايرة عن بايدن من خلال وعوده التي أطلقها أثناء الحملة الانتخابية العام الماضي عن إنهاء الحرب الدائرة في المنطقة، وكسب فيها تأييدا عربيا ومسلما؛ لكنه لم يبين تفاصيل خطته تلك وسط تحفظ عربي على طلبه الأخير لعدم وجود ضوابط وضمانات بخصوصها، كما أنه لم يوفر أي ضمانات بخصوص رجوعهم، والمدة التي يقترحها. بينما بينت تصريحات الكثير من أهل غزة موقفهم من النزوح، كما توضح لنا أن هناك واقع مخيف بين العيش تحت القصف أو النزوح بلا رجعة.