العدد 5935
الإثنين 13 يناير 2025
بطل كأس الخليج.. مرة أخرى
الإثنين 13 يناير 2025

 إلحاقًا بمقالي السابق الذي نُشر يوم الأربعاء المنصرم بمناسبة فوز المنتخب البحريني بكأس دورة الخليج (26)، ومن خلال متابعتي عن كثب للفريق، فقد ارتأيت أن أشارك برأيي وتحليلي المتواضعين عن أسباب تحقيق هذا الفريق البطولة، فمنتخب البحرين حقق إنجازًا تاريخيًّا بفوزه ببطولة كأس الخليج، وهو إنجاز يعكس بوضوح العمل الجماعي وروح الفريق الواحد التي سادت بين اللاعبين والجهاز الفني. لا شك أن هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة جهود مشتركة وعلاقة مميزة جمعت اللاعبين والمدرب والطاقم الإداري، ما ساهم في تحقيق هذا الحلم الكروي.
 شخصيًّا أؤمن تمامًا بأن من أهم أسباب النجاح الوحدة والألفة التي جمعت اللاعبين داخل وخارج الملعب، فقد أدرك الجميع أن النجاح لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التعاون والتكامل، حيث تكاتف الفريق لتحقيق هدف مشترك، فكل لاعب أدّى دوره بأفضل شكل ممكن، مع التركيز على مصلحة المنتخب فوق أي اعتبار شخصي. هذه الروح والغيرة جعلت الفريق يتجاوز التحديات الصعبة التي واجهته خلال البطولة، هذا الفريق أثبت وجوده وأنه ينافس على البطولة بسبب الروح المعنوية العالية وولائهم وانتمائهم لوطنهم الغالي، فاللاعبون أبلوا بلاءً حسنًا وعاهدوا أنفسهم على تحقيق اللقب وإسعاد الجماهير البحرينية الوفية. كما أجزم بأن المدرب وبتعاون الجهاز الإداري لعب دورًا محوريًّا في تحقيق هذا الإنجاز، حيث نجح المدرب والجهاز الإداري في بناء علاقة قائمة على الثقة والاحترام المتبادل مع اللاعبين، مع الإبقاء على الصرامة والانضباط وقت التدريبات. في اعتقادي أن المدرب كان قريبًا من اللاعبين، يقدّم لهم الدعم النفسي والمعنوي، وكسب حب اللاعبين. 

 كما أنه يستمع إلى آرائهم، ما خلق بيئة إيجابية ساعدت على تحقيق الانسجام المطلوب، كما كان له دور كبير في وضع الخطط التكتيكية التي تناسب إمكانيات الفريق وتبرز نقاط قوته.
 وبفضل هذه الروح الجماعية والعلاقة القوية بين اللاعبين والمدرب، استطاع منتخب البحرين أن يقدّم أداءً رائعًا طوال البطولة، متغلبًا على فرق قوية ومرشحة للقب. ولحظة التتويج بالكأس كانت تعبيرًا عن سنوات من العمل الجاد والالتزام، وفرحة كبيرة لشعب البحرين الذي طالما انتظرها.
 وكما هو معروف فإن الإدارة تعتبر فنًّا، فهي تُدرس في أعرق الجامعات العالمية، فكثير من المؤسسات على سبيل المثال تنجح بشكل كبير وتتوسع أعمالها وإنتاجاتها بسبب وجود إدارة ناجحة وتتبع قواعد العمل بصورة احترافية وتطبق الشفافية في جميع مجالات العمل. فمتى ما أحسَّ الموظف بأنه يعمل في بيئة عمل صحية وبروح الفريق الواحد، فإن ذلك يخلق فيه الولاء والانتماء والإخلاص في العمل.
 ويمكن القول إن فن الإدارة يتطلب مرونة وتكيفًا مع التغيرات المستمرة في بيئة العمل، فالمدير الناجح هو الذي يجمع بين المهارات الشخصية والمهنية ليقود فريقه نحو النجاح والتميز.
الخلاصة.. إن فوز منتخب البحرين بكأس الخليج هو درس للجميع حول أهمية العمل بروح الفريق الواحد وأثر العلاقات الشخصية القوية في تحقيق النجاح. فهذه اللحظة لن تُنسى في تاريخ الرياضة البحرينية، وستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
دعواتكم لتأهل المنتخب بإذن الله إلى المونديال القادم.

كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية