العدد 5824
الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
banner
حاسوب وعواطف: ثورة جديدة في مكان العمل
الثلاثاء 24 سبتمبر 2024

المشاعر البشرية، لم يعد الذكاء الاصطناعي مقتصرًا على المهام الروتينية وتحليل البيانات. الآن، بات شريكًا مهمًا في التعامل مع التعقيدات العاطفية التي نواجهها في حياتنا المهنية.
تخيل أن مساعدك الذكي لا يكتفي فقط بإدارة جدول أعمالك، بل يساعدك في فهم الحالة العاطفية لفريقك، ويعطيك نصائح حول كيفية تحقيق التوازن بين التعاطف والحزم. هذا ليس خيالًا علميًا بعد الآن. الشركات الرائدة تعتمد أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على تحليل تعابير الوجه، وتفسير نغمات الصوت، وفهم مشاعر النصوص بدقة كبيرة.
هذه التطورات تحمل نتائج كبيرة. فأنظمة خدمة العملاء الذكية أصبحت قادرة على اكتشاف علامات الإحباط قبل تصاعدها، مما يمكنها من معالجة المواقف الصعبة بسرعة وفعالية. حتى عمليات التوظيف تشهد تحولًا، حيث تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتقييم المرشحين بناءً على توافقهم الثقافي وذكائهم العاطفي، وليس فقط مهاراتهم التقنية. وفي قاعات الاجتماعات، يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في توجيه المفاوضات للوصول إلى حلول تفيد جميع الأطراف.
مع ذلك، هناك من يخشى أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي قد يهدد الاتصال البشري الحقيقي، وأن فهم الآلات للعواطف سيظل محدودًا. وهناك أيضًا مخاوف من التلاعب بالعواطف وانتهاك الخصوصية الشخصية.
لكن المؤيدين يرون أن الذكاء الاصطناعي يعزز الذكاء العاطفي البشري بدلاً من استبداله، مما يساعدنا على بناء بيئات عمل أكثر تعاطفًا وكفاءة. ومع هذا التقدم السريع، يبقى واضحًا أن مستقبل العمل سيتحدد بمدى قدرتنا – وقدرة الذكاء الاصطناعي – على فهم وإدارة المشاعر البشرية. 

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية