غادر جاي شودري حفل توديعه في العمل دون علمه أنه يحتفل مع عشرات المليونيرات. كان ذلك في أواخر التسعينيات وكان قد باع للتو شركته الناشئة SecureIT، التي شارك في تأسيسها مع زوجته جوتي، لشركة Verisign. ربما أقام موظفوه احتفالاً لطيفاً إضافياً أو أنفقوا الكثير على الديكور، لأنه عندما غادر شودري، أجرى بعض العمليات الحسابية على صافي ثروة الحاضرين.

قال شودري لبرنامج Make It على قناة "CNBC": "عدت إلى المنزل في تلك الليلة ونظرت إلى جدول بيانات يحتوي على جميع خيارات [الأسهم] التي لديهم، وضربتها في سعر سهم VeriSign. عندها أدركت أن الحساب كان حوالي 70 أو 80 مليونيراً، بفضل خيارات الأسهم". وأضاف موضحاً أنه لم يفهم حقاً المكاسب المالية غير المتوقعة التي قد تعود على زملائه في العمل من بيع شركته الناشئة، وفقاً لما اطلعت عليه "العربية Business".

أصبح شودري الرئيس التنفيذي لشركة الأمن السحابي Zscaler، وهي الأكبر في توفير خدمات الأمن السيبراني لشركات الحوسبة السحابية.

ولتأسيس شركة "SecureIT"، استنفد شودري كل مدخراته المشتركة مع زوجته، وقال إن هذه الخطوة والاستقلال عن المستثمرين الخارجيين سمحا لهم بإعطاء المزيد من الأسهم لأولئك داخل الشركة.

عندما باع شركته في عام 1998، لم يكن شودري هو الوحيد الذي غادر بمحفظة مليئة بالأموال. فقد ارتفعت أسعار أسهم Verisign في السنوات التالية، مما جعل أكثر من 70 من موظفيه البالغ عددهم 80 "مليونيرات على الورق".

وعلى نفس المنوال، غرد رجل الأعمال مارك كوبان مؤخراً بأن معظم مبيعاته أسفرت عن مكافآت لموظفيه. وكان بيعه لشركة Broadcast.com إلى Yahoo يعني أن كوبان أصبح مليارديراً و"300 من أصل 330 موظفاً أصبحوا مليونيرات".

وقال كوبان لمجلة Fortune: "لا تبنى الشركات من تلقاء نفسها، والصحيح مكافأة أولئك الذين ساهموا في إنشائها".

لكن خلال الارتفاع، كان هناك شعور ملموس بالإثارة في جميع أنحاء المكتب. قال لشبكة سي إن بي سي، متحدثاً عن العديد من الموظفين الذين اشتروا منازل أو سيارات جديدة أو أخذوا إجازة من العمل: "كان الناس يصابون بالجنون في الشركة، لأنهم لم يفكروا أبداً في كل هذا القدر من المال". "كان بإمكانهم فعل ما يريدون القيام به".