العدد 5747
الثلاثاء 09 يوليو 2024
banner
صناعة محتوى الفيديو بوساطة الذكاء الاصطناعي.. واقع أم خيال؟
الثلاثاء 09 يوليو 2024

سورا والنماذج الأخرى المتقدمة للذكاء الاصطناعي أحدثت نقلة نوعية في مجال صناعة الفيديو، حيث تتيح للمستخدمين إنتاج محتوى فيديو واقعي وخيالي عن طريق تقديم نصوص بسيطة والمسمى بالـ Prompt. هذه الأنظمة المتطورة، مثل سورا من شركة OpenAI، تستخدم تقنيات متقدمة في تعلم الآلة لتحويل الأوصاف النصية إلى تسلسلات فيديو متماسكة بصريًا ومتناسقة زمنيا، حيث يصعب علينا كبشر التحقق منهما مع تقدم التقنية يوما بعد يوم، أدعوكم الى رؤية مثال الممثل “ويل سميث” وهو يأكل السباجيتي، حيث أن تطور تلك الفيديوهات من السابقة لها شيء ليس له حدود.
تتمتع هذه التكنولوجيا بتأثيرات كبيرة، حيث تتيح إنتاج الفيديو للجميع وتمحو الحدود بين الواقع والإبداع الاصطناعي، يمكن لهذه النماذج أن تنتج مقاطع فيديو تصل مدتها إلى دقيقة واحدة بجودة بصرية عالية تتبع بدقة النصوص المقدمة من المستخدمين، وقادرة على إنشاء مشاهد معقدة تتضمن شخصيات متعددة، حركات محددة وخلفيات مفصلة ،  بالإضافة إلى ذلك، يمكنها تحريك الصور الثابتة (كمثال الموناليزا)، و تمديد الفيديوهات الحالية، وإنشاء محتوى جديد بالكامل دون الحاجة إلى معدات تصوير تقليدية أو خبرة ، فما هي تلك التبعات؟ وهل نحن بجاهزين لها حقيقة؟
مع زيادة عدم التمييز بين الفيديوهات التي يتم إنتاجها بواسطة الذكاء الاصطناعي والفيديوهات الحقيقية، قد يتغير تصورنا للواقع بشكل كبير، ففي السابق الفيديو يمثل “الحقيقة المطلقة” أما الآن فالوقع ليس بواقع، فكل شيء وارد مع هذه التقنية، تثير سهولة إنشاء فيديوهات مزيفة مقنعة مخاوف حول المعلومات المضللة ومصداقية وسائل الإعلام البصرية. ومع ذلك، فإن هذه التكنولوجيا تفتح آفاقًا جديدة للتعبير الإبداعي، التعليم، والترفيه، فتخيلوا مع صناعة محتوى تعليمي مخصص لك أنت فقط، هل أنت من محبي الكارتون، فلك ذلك! ومع استمرار تطور هذه التكنولوجيا، سيكون من الضروري تطوير أساليب كشف قوية وإرشادات أخلاقية للتعامل مع التغيرات في مشهد الوسائط البصرية والحفاظ على الثقة في ما نراه، فسؤالي هو: هل أنت جاهز؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .