العمل التطوعي والمسمى بالـ Probono، والذي كان في يوم من الأيام وسيلة شريفة لتقديم الخدمات المجانية للمحتاجين، أصبح الآن وسيلة لتوفير التكاليف للشركات الكبيرة (ما يسمى بالذكاء)، هذه الفكرة النبيلة أصبحت بطريقة ساخرة أداة للشركات والمؤسسات الحكومية للحصول على شيء مقابل لا شيء، المفهوم ذاته الذي كان يهدف لدعم المحتاجين أصبح الآن أداة لتلصيق التخطيط الناقص.
المستقلون والشركات الصغيرة والمتوسطة، والراغبون في اكتساب “الاعتراف” الحكومي والتجاري، غالباً ما يقعون في هذا الفخ، يتم إغراؤهم بوعود بالعمل المدفوع في المستقبل أو بفرص كبيرة - وعود غالباً ما تظل غير محققة (اسألني أنا!)، بدلاً من الحصول على الدعم الذي كانوا يأملون فيه، يجد هؤلاء اللاعبون الصغار أنفسهم مثقلين بالمشاريع غير المدفوعة، مع وعد ليس بأكيد، هذا التفاوت في القوة يتركهم يشعرون بأنهم مستغلون ومحبطون، ويدركون متأخراً أنهم كانوا جزءاً من صفقة أحادية الجانب، وناهيك عندما يكون اللاعب الرئيسي مؤسسة ذات صيت.
هذا الاستغلال لا يؤثر فقط على المستقلين والشركات الصغيرة والمتوسطة بشكل فردي، بل يعيق أيضاً نمو القطاع بأكمله، عندما تختار الشركات الكبيرة العمل التطوعي بدلاً من التعويض العادل، فإنها ترسل رسالة بأن هذه الخدمات لا تستحق الدفع، هذا التقليل من القيمة يعيق الابتكار والجودة، مما يقلل من السوق ككل، هناك حاجة إلى وضع حدود أوضح وإرشادات أخلاقية لضمان أن العمل التطوعي يفيد المجتمع، وليس فقط الأرباح، النهج العادل يمكن أن يقطع شوطاً طويلاً في الحفاظ على نزاهة الجهود التطوعية.
* الرئيس التنفيذي لشركة انفينيت وير لبرمجيات الذكاء الاصطناعي