لن يمكث الدولار طويلا على عرشه الذي احتله لعقود، وسيلحق بخصمه السابق، الجنيه الاسترليني، الذي كان ملك العملات حتى الحرب العالمية الثانية.
يتعلق أمل الدولار في إطالة أمد هيمنته، بالخليج العربي، وخصوصا النفط الذي ارتبط سعره بالدولار منذ تفجر آبار النفط في المنطقة، فجعله سيد العملات بلا منازع حتى وقت قريب.
ويرى محللون أن اتجاه بورصات خليجية لإطلاق منصة تداول لعقود النفط غير المقومة بالدولار، من شأنه دعم عملات دول مجموعة البريكس التي التحقت فيها دول خليجية، كما تعزز من قيمة العملات الرقمية، وذلك على حساب قوة وهيمنة الدولار.
إضافة إلى ذلك، ثمة عوامل أخرى تعزز تراجع العملة الأقوى عن التربع على عرش العالم لعقود.
 لطالما ارتبط الدولار الأميركي ارتباطًا وثيقًا بالنفط، حيث كان يُستخدم بشكل أساسي لتسعير وتسوية المعاملات المتعلقة بهذه السلعة الحيوية. 
لكن مع تغير مشهد الطاقة العالمي، يواجه الدولار تحديات جديدة تُهدد هيمنته، تتمثل في:
 * تراجع تجارة النفط المقومة بالدولار:
* بعض الدول، مثل الصين وروسيا، بدأت في استخدام عملات أخرى لتسوية مدفوعات وارداتها النفطية.
* إضافة إلى ذلك، تم إطلاق منصات تداول في دول خليجية جديدة لعقود النفط غير المقومة بالدولار.
* وتشير تقديرات جي بي مورغان إلى أن 20 % من تجارة النفط العالمية في عام 2023 تمت تسويتها بعملات غير الدولار.
 * علاوة على ذلك، ثمة عوامل جيوسياسية واقتصادية، تلعب دورا في قوة وهيمنة الدولار، منها:
* استخدام الدولار كسلاح سياسي يُشجع الدول على تقليل اعتمادها عليه.
* نمو الاقتصادات الناشئة يُشجع على استخدام العملات المحلية في تسوية المعاملات.
* تطور العملات الرقمية قد يُؤدي إلى إصدار عملات رقمية عالمية تُنافس الدولار.
وللتحول على الدولار، هناك جملة تأثيرات منها:
* انخفاض الطلب على الدولار:
* قد يؤدي إلى تراجع قيمته وتعقيد أزمة العجز المزدوج في الولايات المتحدة.
 لكن تظل الولايات المتحدة مُصدِّرا صافيا للطاقة، مما يدعم الطلب على الدولار.
 حتى الآن، لا يزال الدولار الأميركي العملة المهيمنة، لكن هيمنته ليست مطلقة، وليست أبدية كذلك.
 ويرى الكاتب والمحلل الاقتصادي إبراهيم نور أن التحولات في تجارة النفط، ونمو الاقتصادات الناشئة، وتطور العملات الرقمية، قد تُؤدي إلى إضعاف هيمنة الدولار على المدى الطويل.
 وتابع: يعتمد مستقبل الدولار على قدرته على التكيف مع التغيرات الجارية في النظام المالي العالمي.