تلعب الموسيقى الوطنية دورًا كبيرًا في دعم النضال الوطني، وهي جزء لا يتجزأ من الثقافة التي تعبر عن الهوية والتاريخ والآمال والتحديات التي تواجهها الشعوب التي تناضل من أجل تحقيق الحرية والعدالة، فكما هو معروف أن الفن بجميع أنواعه يعتبر سلاحا قويا لنقل رسائل قوية ومؤثرة لكسب الرأي العام ورفع الروح المعنوية للشعوب التي تعيش تحت الاحتلال، فهناك عدة أوجه لدور الموسيقى الوطنية في هذا السياق. فالموسيقى الوطنية تساعد في تعزيز الهوية الوطنية وتعزيز الوعي الثقافي والتاريخي بين الأجيال، كما أن الأغاني الوطنية تروي قصص النضال والمقاومة، وتذكر بالأحداث التاريخية المهمة والشخصيات البطولية. كما أن كثيرا من الأغاني الوطنية تتحدث عن المقاومة والصمود في وجه الاحتلال، هذه الأغاني تشجع الناس على الاستمرار في الكفاح من أجل حقوقهم وحريتهم، وتحافظ على روح المقاومة، وتلعب دورًا في تعزيز التضامن والوحدة بين الفلسطينيين في الداخل والخارج، فالأغاني الوطنية تجمع الناس في المناسبات العامة والخاصة، وتخلق حالة من التكاتف والتلاحم المجتمعي، ناهيك عن أن الأغاني الوطنية تعتبر وسيلة لنقل الرسائل السياسية والاجتماعية بطريقة مؤثرة وعاطفية، فمن خلال الكلمات والألحان يمكن للموسيقى أن تصل إلى شرائح واسعة من الناس، وتثير فيهم مشاعر التعاطف والتضامن مع القضية.
بعض الأمثلة البارزة في هذا السياق تشمل أعمال فنانين مثل محمود درويش الذي كتب الكثير من القصائد الوطنية التي تم تلحينها وغناؤها، وكذلك مارسيل خليفة الذي قدم العديد من الأغاني الوطنية التي أصبحت رمزًا للنضال الفلسطيني. محلياً، لابد من الإشادة بمبادرة الفنانة البحرينية المتألقة نجمة عبدالله التي قدمت أغنية وطنية جميلة بعنوان “نداء”، وذلك تضامنا مع القضية الفلسطينية ودعما لأهالي غزة. هذه الأغنية من كلمات الأستاذ القدير حسن كمال وألحان وتوزيع المايسترو الكبير خليفة زيمان.
وهم يستحقون أن نرفع لهم القبعة على هذا العمل الفني الجميل، وكما قالت الفنانة نجمة ان هذا العمل الفني ما هو إلا مشاركة متواضعة وتعبير عن تضامن الفنانين مع ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ظلم وإبادة، ونداء للشعوب للرحمة والرأفة، ولإيصال أصواتنا ومشاعرنا إلى العالم كله.
ومن هذا المنبر، أتمنى أن نرى مزيداً من الأعمال الفنية التي تساند هذه القضية العادلة، مطالبا الفنانين في البحرين والخليج العربي والدول العربية بالقيام بمثل هذه الأعمال الفنية الوطنية من واعز وطني والتزام أدبي بحت تجاه هذه القضية.
لقد تابع الجميع تعاطف شعوب دول العالم وكيف أن هذه الحرب حركت مشاعرهم تجاه هذا الهجوم البربري والإبادة الجماعية لهذا الشعب منذ شهر أكتوبر المنصرم. الجميع يتابع المسيرات والمظاهرات في الشوارع والجامعات والمدارس وتعاطف الجماهير الرياضية في مختلف الألعاب الرياضية وغيرها، ناهيك عن قطع بعض دول العالم علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل.
إن هذه الملحمة أحدثت زلزالا سياسياً كبيراً، ما أعطى زخما وتعاطفا كبيرين لعدالة هذه القضية التي نأمل أن تجد طريقها للحل الدائم، وتحقيق الحل السياسي الشامل، وإقامة الدولة المستقلة على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
- كاتب وإعلامي بحريني