من أهم أهداف زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية، إجراء مباحثات حول علاقات التعاون بين البلدين الصديقين، وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، ونتائج القمة العربية الثالثة والثلاثين التي استضافتها مملكة البحرين في 16 مايو الجاري.

نجحت التجارة البحرينية الروسية بتجاوزها 45 مليون دولار أميركي، كما تمارس أكثر من 100 شركة روسية نشاطها في المملكة. كذلك تميزت البحرين بصادراتها من الألومنيوم والمنتجات البتروكيماوية، واستوردت من روسيا الفحم والحديد والأدوية والمواد الصناعية.

لاشك أن هذه العلاقة تجاوزت الحدود التقليدية، بفضل جهود القيادتين، خصوصا اللجنة المشتركة الدائمة التي تعمل على دعم الدبلوماسية البحرينية الخارجية وصيانة وتقوية الجسور بين البلدين. نجحت المنامة بتوثيق العلاقات بما يخدم مصالحها مع الدول والشعوب، وهاهي تحتضن اليوم نحو 3 آلاف مقيم روسي، والأمل أن تنشط الشركات البحرينية في روسيا، وأن تتضاعف الرحلات بين المنامة وموسكو مع إلغاء التأشيرة السياحية لمواطني البلدين. كذلك نأمل أن ينتج عن هذه الزيارة بناء شراكات استراتيجية جديدة وازدهار مسيرة النماء في البلدين الصديقين.

أما الهدف من الزيارة الملكية للصين، فهي تلبية دعوة من الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، للمشاركة في الجلسة الافتتاحية لمنتدى التعاون العربي الصيني، وإجراء مباحثات متواصلة حول التعاون بين البلدين والتطورات الإقليمية والعالمية. نجحت المنامة بحرصها على تكثيف التواصل الجاد مع بكين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والتقنية، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، ودعم جهود إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم. المنامة وبكين وقعتا في الماضي عدة اتفاقيات لتعزيز الروابط بينهما بشأن مبادرة الحزام والطريق، والتعاون في الأنشطة السياحية وفي مجال الملكية الفكرية، والتركيز على قطاعات التصنيع وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كذلك تُعَد الصين ضمن أكبر خمسة شركاء تجاريين لمملكة البحرين، وأكبر مصدر لواردات البحرين، وثالث أكبر شريك تجاري للمملكة. هكذا نجحت البحرين خلال الفترة الحالية بتكريس التعايش السلمي، وتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية مع الدول الصديقة لما فيه الخير للشعب البحريني وجميع شعوب العالم.

كاتب سعودي ورئيس الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية