كشر البعوض عن انيابه بشراسة شديدة هذه الأيام، مع موجة انتشار واسعة النطاق، طالت الأخضر واليابس، وتواجدت بشكل كثيف ومفاجئ، في البيوت، وفي أماكن العمل، وفي المدارس، وحتى داخل السيارات.

وجاء هذا الانتشار والذي رصده الكثيرون، بعد موجة الأمطار الأخيرة والغزيرة، والتي خلفت عشرات البحيرات الآسنة والضحلة في العديد من مناطق البحرين، في الفرجان، وبين البيوت، وفي الأراضي الفضاء، وبالقرب من السواحل، وفي أطراف الشوارع، وغيرها.

وتزداد في هذه الظروف، أهمية الوعي العام بمنع وجود برك المياه الراكدة، والمستنقعات، والتي تكون حاضنه لتكاثر البعوض وانتشاره، بدور تشاركي بين أطياف المجتمع من جانب، والجهات المختصة من جانب آخر، على رأسها وزارة الصحة.

وطالب عضو مجلس البلدي الشمالي سلمان محسن عبدالله عبر "البلاد" بتخصيص المزيد من أرقام التواصل لتقديم البلاغات، والشكاوي، بخصوص انتشار البعوض، وبزيادة حملات رش المبيدات للتخلص منها، خصوصاً في المناطق القريبة من الأراضي الفضاء والمفتوحة.

ولفت عبدالله بأهمية زيادة مثل هذه الحملات، بعد هطول موجات الأمطار مباشرة، للقضاء على أماكن تكاثرها، ومنع انتشارها، مبيناً بأن الشكاوي التي يتلقاها من المواطنين بهذا الشأن كثيرة، ولا تتوقف.

وأعلنت وزارة الصحة عن مواصلة جهودها الرامية للحد من انتشار الحشرات والبعوض، عبر تكثيف حملاتها في جميع المحافظات، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمكافحة البؤر في أماكن تكاثرها.

وأشارت الوزارة بأن البعوض من الحشرات التي تتواجد طوال العام، ويزداد انتشاره عند هطول الأمطار، خصوصاً في المياه الراكدة، كما يزداد عند اعتدال درجات الحرارة، والرطوبة بين الفصول، ومع توفر الظروف البيئية والمناخية، الملائمة له، والتي تساعده على التكاثر.

وأكدت على ضرورة الانتباه الى تجمع المياه الراكدة في المنازل، كالحاويات، أو النافورات المنزلية، أو إطارات السيارات، أو فتحات تصريف المياه غير المحكمة الاغلاق.

الى ذلك، استلمت "البلاد" من عضو بلدي الشمالي محمد سعد الدوسري صورة لطفل صغير، وجسمه ممتلئ بالتقرحات بسبب لسعات البعوض، حيث أوضح بأن شكاوي المواطنين لا تتوقف، وبأنه يستلم الاتصالات حتى أوقات متأخرة من الليل، لمواطنين لا حول لهم، ولا قوة.

وقال الدوسري" استلمت رسالة نصية من مواطنة تقول فيها (ذبحنا البعوض، شوف لنا حل)، ورسالة أخرى من مواطن يقول بها (عيالي مو قاعدين يرقدون من الحكة)، البعوض موجود بكل مكان".

واخذ انتشار البعوض في اغلب مناطق البحرين، اهتماماً كبيراً من نشطاء التواصل الاجتماعي، حيث اهتمت الكثير من الحسابات بنقل مقاطع فيديو، وصور، لمواطنين، وهم يسردون معاناتهم، ومعاناة عوائلهم، من جحافل البعوض، والذي قال البعض بأن حجمه بات اكبر من ذي قبل.

وقال المواطن محمد عيسى " وصل البعوض الى داخل الثلاجة، من افتحها "تنط" لي باعوضه".

وانتشرت في الآونة الأخيرة، عروض تجارية عديدة للقضاء على البعوض، وفق مقولة "مصائب قوم عند قوم فوائد" منها مصيدة الحشرات الطائرة، وجهاز اشعة لجذب الحشرات الطائرة مع خمسة قطع من المواد اللاصقة، بالإضافة للمبيدات الخاص في القضاء على البعوض".

وكان علماء أوربيون قد اصدروا بياناً مشتركاً بيونيو من العام الماضي، أكدوا فيه بأن موجات الحر، والفيضانات المتكررة، الى جانب فصول الصيف الأطول مدة، والأكثر سخونة، خلقت ظروفاً أكثر ملائمة للحشرات، داعياً الى اتخاذ إجراءات للتحكم، والحماية من البعوض.

وأشار تقرير صادر عن المركز الأوروبي للوقاية ومكافحة الأمراض، بأن انتشار أنواع مختلفة من البعوض، يمكنها حمل، ونقل، عدد مختلف من الفيروسات الى البشر.