نقف اليوم أمام عتبات الخير والبركة، وتبادل التهاني والتبريكات بمناسبة إتمام العدة لشهر رمضان المبارك، متمنين العود الحميد لأنفسنا والجميع، وهذا أعظم ختام لبداية الفرحة لمن فاز وجنى حفاوة ضيافة الرحمن من تلك الرحلة الحافلة، باعتبارها رحلة خاصة لمن دخل فيها متيقنًا بقيمة الحصول على أهم المكتسبات بالفضائل والمكارم من جملة الأيام الثلاثين التي مضت مرسخة سلسلة من الإنجازات المتوالية لطبيعة هذا الشهر، والبركات هنا جمة، منها بركة الصيام، وبركة العبادات، وبركة الأعمال اليومية، وبركة الاحتفال بإنهاء تلك الأيام، لذلك نزف الأمنيات بعودتها بكل الخير.. هؤلاء يجسدون أروع القصص التي تستحق أن تعلو في درجات من تحتضنهم عطايا الرحمن.. وعساهم أن يكونوا نماذج لمن غابت عنهم مشاعر الإحساس بتعميق تلك الفرصة وراحوا في طريقهم الذي اعتادوا صوابه، ولم ينالوا منه إلا ما يحصلونه في سائر الأيام كنتيجة لما كان يصرفهم عن نقاء السر والسريرة، فجاء رمضان وعنهم راح رمضان دون أن يكترثوا بما تحتاج أنفسهم لكي تنضم لتلك الرحلة الشافية من كل ما يعتري النفس البشرية التي تبتعد عن كيان صاحبها واندماجه المطلوب في الحياة وثقافتها الدنيوية، وهنا فلسفة أخرى لمن يجتهد في إيذاء نفسه، لكن سيأتيهم ما يرفع عنهم غطاء الغفلة ليعودوا مع الركب الأخلاقي الذي يرسم لهم ما يجب.
فهنيئًا لمن جاد على نفسه بكل سخاء لكي يكون من المشاركين في ركب المسيرة الروحانية الحافلة، وهنيئًا لمن جاد وأجزل بخلقه وخيره وسريرته، وذكر إخوته ومن حوله بوافر العطايا.. فما أعظم تلك الفرحة الحقيقية التي تستقبل أيام العيد وهي في صدارة المبتهجين المتيقنين بأنهم في قلب المستحقين لنيل البهجة والفرح.
*كاتبة وأكاديمية بحرينية