العدد 5643
الأربعاء 27 مارس 2024
banner
يا للفرحة.. سأدخل على الطبيب
الأربعاء 27 مارس 2024

لا ندري على من تقع المسؤولية في مركز انجنير الصحي الذي يقدم لنا بين فترة وأخرى نماذج من القصور وفقد الجدية والاهتمام بصحة المواطن، وأتمنى بكل معنى لهذه الكلمة الفخمة الطنانة أن لا نسمع ردا أو تعليقا من مسؤول لأننا أصبحنا نعيش المعاناة كجزء من عالمنا الرحب المتأجج.
عصر يوم الاثنين، بحركة صعبة ذهبت إلى مركز انجنير الصحي، وأرشدتني موظفة الاستقبال وكانت في مزاج يشبه طريق الخاسر في الحياة إلى غرفة التصنيف، وهناك أخبرت الممرض أنني أعاني منذ الصباح من عدم استقرار ضغط الدم، فأنا أحد ضحايا الأمراض المزمنة وأريد الدخول على الطبيب، خصوصا مع وجود خمول وإرهاق، وكخبير في الدواخل الإنسانية وضع جهاز قياس ضغط الدم وبعد ثوان قال إن مؤشر الضغط طبيعي. قلت له بصوت مفجوع.. أعاني يا سيدي من عدم استقرار الضغط، وهذه ليست دعابة. أعطاني ورقة بيضاء مكتوب عليها رقم 5 وقال ارجع لموظفة الاستقبال وسترشدك. حلقت كطائر البرق ورجعت إلى الموظفة التي استقبلتني بوجه عابس وغرور وقالت.. لا توجد مواعيد.. “تعال باجر”.
رجعت إلى المنزل وطنين كلماتها وتشخيص الممرض دوما مستمر.. لم أكمل نصف ساعة في المنزل ورجعت إلى المركز بعد أن تشكل وزاد في داخلي الإرهاق والتعب، وحينها لم يكن الممرض موجودا، بل ممرضة، وما إن كشفت علي مرة ثانية حتى وجدت الضغط مرتفعا بالفعل، وأعطتني ورقة بيضاء مكتوب عليها رقم 4 وهذا يعني أنهم سمحوا لي بالدخول على الطبيب.
يا للفرحة سأدخل على الطبيب.. جملة كتبتها بأجمل الخطوط على الجدران والأعمدة والزوايا، حتى خيل إلي أنني في واحد من المعابد الكبيرة التي تشع نورا وطمأنينة، سأدخل على من يريحني من أوجاعي ولكن بعد ماذا.. بعد قاموس من مفردات المزاجية التي تتمدد في ردهات المركز.

* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .