العدد 5637
الخميس 21 مارس 2024
banner
"عندما تتحول العبادة إلى ربادة"
الخميس 21 مارس 2024

مرت أيام كسرعة البرق على شهر رمضان المبارك، أيام تمضي تنتقص من أعمارنا، عاد رمضان ليجدد الأمل في الفوز بالعتق من النار، والذي فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين، فلنغتنم ما تبقى من أيامه ولياليه بالتقرب إلى الله، ونستغله في الخير والعبادة واحترام حرمه، ولا نعكر صفو أجوائه الإيمانية الطاهرة بكسر القيم والمبادئ والعادات والتقاليد، فإن عاد إلينا اليوم قد لا يعود غداً!

لشهر رمضان نكهة خاصة في جميع الدول الإسلامية، ومن أبرز مظاهره "الخيم الرمضانية"، والتي منها الصالح ومنها ما يخدش الحياء ولا يتناسب مطلقاً مع هذا الشهر الفضيل، بوجود ظواهر سلوكية دخيلة لا تنسجم مع ديننا وقيمنا وتنتهك ضوابط المجتمع، كاللباس غير المحتشم المنافي للمألوف ليتحول مفهوم المتنفس من عبادة وتقرب إلى الله إلى لهو، فتنحصر نكهة هذا الشهر في شكليات وسهرات وبدع فيها تكليف ومبالغة تصهر كل المعاني الروحانية الخاصة بالشهر، "لتتحول العبادة إلى ربادة" وسلوكيات تهجر العقول بترسيخ مفاهيم غريبة دخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية والعربية. نحن بحاجة لتعزيز القيم وتعليم أبنائنا المعنى الحقيقي لهذا الشهر، ولا مانع من الترفيه الذي يرسخ الدين والعادات والتقاليد وصلة الرحم بالزيارات والتواصل مع الأقارب والأصحاب، أو المشاركة في الخيم الرمضانية التي تعود علينا بفوائد دينية ودنيوية، والتي تحيي نوازع الخير، وتضفي للشهر الكريم طابعا روحانيا قيما لا ينقضي إلا وقد حصدنا فيه المنفعة والأجر بدل الانشغال بمسلسلات تنحرف عن الحق، تقدم المصالح على القيم! إن عدم التصدي للظواهر الغربية المناقضة للدين وعادات المجتمع وتركها دون إشراف ومراقبة ومتابعة، سيفكك مجتمعنا ويقوده في اتجاه يفقده هويته ويفسد دينه وخلقه.

كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية