العدد 5633
الأحد 17 مارس 2024
banner
غزة في شهر رمضان
الأحد 17 مارس 2024

حل شهر رمضان واستقبله جميع المسلمين في دول العالم بالبهجة والسرور، لكن هذا الشهر وما يحمله من نفحات الحُب والخير والفرح لم يشعر به قطاع غزة، حيث سادت بين أهل القطاع مظاهر الخوف من القصف المستمر والمدمر، وأجواء الحزن التي خيمت عليهم بسبب فقدان الأهل والأقارب والأصدقاء. أجواء شهر رمضان 2024م أجواء حزينة ومؤلمة، فأي رمضان سيشعر به أبناء غزة والقتل والجوع والتشريد يحوم حولهم وينهش أجسادهم، فيُلاحقهم العراء بسبب العدوان الصهيوني وتدمير المساكن وعمليات القتل والتهجير والاعتقالات؟ رمضان 2024م في غزة مختلف عن الطبيعة، أجواء كئيبة، وحياة شبه معدومة، فهم من غير طعام ومأوى سوى الخيم المتهالكة جراء المطر والقصف الذي لا يتوقف، ورغم ذلك فغزة تعيش اليوم أسمى أيام صمودها ضد العدوان الصهيوني والغربي، فالقطاع وبعد هذه الأشهر من العدوان أصبح مكانًا يصعب العيش فيه، فبجانب الحصار والفقر والبطالة وأزمات الكهرباء والشتاء القارص، تأكل الحرب يوميا من بشرها الواحد تلو الآخر جراء استمرار الآلة العسكرية الصهيونية والغربية في إبادة الغزاويين وسط جوقة من المتخاذلين الذين يتفرجون على ما حدث ويحدث في غزة. إلا أن هذا الموقف الأعوج لن يثني الغزاويين المكلومين عن إفناء أرواحهم دفاعًا عن أراضيهم ووطنهم المقدس. وشاهدنا في التلفاز كيف أن أهالي قطاع غزة يعيشون الأجواء الرمضانية بأدوات بسيطة، يحاولون التعايش مع هذا الواقع القاسي المؤلم، ليرسموا شيئًا من الفرح في القلوب، وليرسموا البسمة على شفاه أطفالهم، وليعيشوا في أجواء هذا الشهر الكريم بما لديهم. الزينة والأضواء وإن كانت حزينة إلا أنها رسمت الفرحة على وجوه الأطفال وهُم يمسكون فوانيسهم التي حملوها معهم في رحلة النزوح من غزة إلى رفح أقصى جنوب القطاع. وقام شباب غزة بمبادرة انطلقت في شوارع مدينة غزة المحاصرة لرسم الفرحة والسرور على وجه أهلها، تمثلت في تزيين جدران الشوارع بعبارات التهاني لاستقبال شهر رمضان، في تحدٍ وصمود أمام حرب الإبادة والحصار والجوع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .