ونحن على أعتاب الشهر الفضيل، من الجميل جدا أن يبقى مجتمعنا محافظا على الكثير من العادات والمظاهر الرمضانية، وهو ما قد لا يكون متحققا في باقي شهور السنة، ربما لطبيعة الشهر والقيمة الدينية الكبيرة له التي لا يمكن تقدير فضلها ومكانتها في نفوس المسلمين جميعا.
ترتبط بشهر رمضان المبارك مظاهر جميلة للغاية تحقق الكثير من التعاليم والأخلاقيات الإسلامية انطلاقا من الإكثار من العبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، إلى جانب تبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء والمعارف، ما يعزز الترابط المجتمعي الضروري لتحقيق التماسك بين مكونات المجتمع المختلفة ويسهم في تذليل الصعاب وتجاوز العقبات ودعم الإنجاز، كما أن هناك تفاصيل أخرى مرتبطة بشهر رمضان مثل تبادل أطباق الطعام بين الجيران، و(المسحر) الذي يوقظ الناس لتناول (السحور)، ومن ثم أداء صلاة الفجر، فضلا عن نصب الخيام وفتح المجالس الرمضانية، وإحياء ليلة (القرقاعون) أو كما يطلق عليها في دولة الكويت مثلا (القرقيعان)، إلى جانب المظاهر الخاصة بالأطفال، ونشر الأنوار في الأحياء وفي كل مكان، وغيرها من المظاهر الروحانية والاجتماعية.
ربما لم تعد الأجواء والتفاصيل شبيهة بالماضي تماما، وهو الواقع، لكن استمراريتها بهذه الكيفية مبعث للارتياح والثقة بأن ثقافتنا وتراثنا لم يندثر إلى حد ما، وما التمسك بإحياء هذه المظاهر والالتزام بهذه العادات إلا واجب حتمي حتى لا نفقد جانبا مهما من هويتنا الإسلامية العربية الخليجية.
* كاتب وأكاديمي بحريني