يعتبر الارتفاع الملحوظ في عدد المدخنين في مملكة البحرين بالمقارنة مع الدول الخليجية - على أقل اتساع جغرافي - مؤشرا خطيرا، ليس على مستوى الصحة العامة فقط، بل وعلى تبعات هذا الرقم الذي تجاوز 21 %  من السكان بناء على تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر في عام 2023.
ويحمل الدولة هذا الارتفاع الملحوظ - الذي يعتبر كبيرا للغاية كنسبة - تبعات مالية باهظة في تقديم العلاجات والرعاية الصحية المناسبة بناء على الدراسات التي تشير إلى تسبب التدخين بالكثير من الأمراض الخطيرة والمستعصية لا سمح الله. مازالت أسعار السجائر في متناول الجميع، رغم رفع الأسعار في فترات سابقة، في محاولة لتقليل أعداد المدخنين، وهي وسيلة لمنع انتشار التدخين خصوصا بين الشباب، لكنها حتى الآن قد تحتاج إلى مراجعة بشأنها، كما أن الحملات التوعوية الرسمية، وقبل كل هذه التوعية الأسرية للشباب، تأخذ أولوية قصوى لمنع هذا التزايد الذي يهدد المجتمع، وهي مسؤولية أولياء الأمور بطبيعة الحال، والتي يمكنها أن تحد بشكل جيد من إدمان هذه الآفة الخطيرة، والتي بسبب عدم إضرارها المباشر فإنها تفتح مجالا للتبرير والتأويل بشأن عدم خطورتها، أو التعذر بفوائد واهية منها، لا تمت إلى الحقيقة بصلة، أو أن الضرر قد يتجاوز هذه الفائدة المزعومة بكثير. لطالما كانت ثقافة الفرد البحريني كفيلة بأن تترجم أفعاله، وهو ما يجعل منه فردا قادرا على إثبات الذات وتحقيق الأفضل له ولمحيطه، وهو ما يعول عليه في سبيل تنامي الوعي في هذا الاتجاه، وبتضافر الجهود من أجل سلامة المجتمع من كل ما يمكن أن يلحق به الضرر.
* كاتب وأكاديمي بحريني