تحتفل دول العالم وشعوبها في الثامن من شهر مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة، والمرأة في كل دولة وفي كل زمان تمثل إحدى القواعد والركائز الأساسية في بناء وتطور وتقدم بلادها، وهي جزء لا يتجزأ من هوية الوطن والتاريخ وحرف من حروف أبجدية الحضارة، وخندق من خنادق النضال منذُ الأزل، وما زالت عَلمًا ثابتًا في الأرض شامخًا إلى السماء، وقد نالت المرأة في العديد من الدول مكانتها الحقيقية في المجتمع بعد أن أثبتت قدرتها على المشاركة في إعمار وبناء البلاد والدفاع عنها جنبًا إلى جنب مع الرجل وفي خندق واحد، وكان على ــ المجتمع الذي يُغيب فيه دور المرأة ــ أن يصون كرامتها ويحفظ حقوقها ويَفرس مكانتها كشجرة يانعة النماء مثمرة العطاء.
تتجسد مكانة المرأة المجتمعية في حفظ حقوقها ومكانتها ودعمها للانخراط في كل مجالات الحياة ومواقع المسؤولية الوطنية كالرجل دون نقصان، وبعيدًا عن انتقاص أنوثتها أو المساس بها. وفي كثير من المجتمعات التي ناضلت من أجل حريتها وسيادتها كانت المرأة حاضرة في سوح النضال والمعارك، وضحت بأغلى ما تملك في سبيل حرية وكرامة بلادها، وسجلها الوطني يعكس الرسالة الحضارية والإنسانية للمرأة تجاه أسرتها ومجتمعها. ونحن في هذا اليوم نستذكر المرأة الشاهدة والشهيدة وأم الشهداء، المرأة الفلسطينية التي عانت ولا تزال تعاني من تداعيات الاحتلال وعدوانه المستمر على فلسطين وشعبها، فقد كان لها دور أساسي بل بطولي في مقاومة الاحتلال سواء بحمل السلاح أو بإعداد أبنائها وبدعم أشقائها وكل أبناء الشعب الفلسطيني لتحرير فلسطين. وصفحات نضال المرأة الفلسطينية ناصعة وخالدة، فقد استطاعت بكل فخر أن تردم مختلف التحديات التي واجهتها ــ التحدي القومي المتمثل بوقوعها تحت الاحتلال، والتحدي الطبقي المبني على الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، وتحدي التمييز في النوع الاجتماعي الممارس ضدها في مجتمعها، فتجاوزت كل هذه التحديات واستبسلت نضالًا ضد عدوها.
كاتب وتربوي بحريني