بعد أيام قلائل يهل علينا شهر رمضان المبارك، المبارك في أيامه وفي قضاء أعماله، وقد بدأ المسلمون الاستعداد له بالتزود بما يُريدون ويحبون من مستلزماته، فمنهم من ذهب لشراء حاجات شهر رمضان التموينية، ومنهم من جدد فرش مجلسه ليستقبل زواره بحلة جديدة، وباستعدادات أخرى حُبًا وتكريمًا لهذا الشهر الكريم. وما هي إلا أيام يصوم فيها المسلم تقربًا لله تعالى، وبجانب هذا الاستعداد المادي هناك كذلك الاستعداد النفسي لهذا الشهر وأداء أعماله المباركة على خيرِ وجه.
وله من العادات والتقاليد الفضيلة والمحببة إلى النفس، ومنها، أن يُصحح الإنسان سلوكه وخُلقه في تعامله مع الآخرين، وإيصال من انقطع عنه، وزيارة الأهل والأقارب والاجتماع مع الناس في مجالسهم، فالمجالس لقاء ومحبة، يلتقي فيها الناس ويتلطف البعض على الآخر بالسؤال والتودد، وبمساعدة المحتاج بقدر المستطاع ومن غير تكلف أو تمنن. وكذلك من فضائله التلذذ بطعام شهر رمضان وموائده الكريمة من غير إسراف ولا تقتير "كلوا واشربوا ولا تسرفوا"، فأمرنا الله تعالى بأن نأكل بقدر حاجتنا للأكل. وأن نحافظ على ما بين أيدينا من نعمة، وأن لا نتسابق لملء الحاويات بأطعمة اشتريناها وتعبنا على إعدادها ثم لم نأكلها بل ترمى في الحاويات.

كاتب وتربوي بحريني