العدد 5592
الإثنين 05 فبراير 2024
banner
أين المرأة العربية من كامل حقوقها؟
الإثنين 05 فبراير 2024

 

المرأة العربية أينما ولدت في وطنها العربي أم في خارجه فهي امرأة عربية، عربية اللغة والانتماء، وما تعانيه الأمة العربية من آلام وإجحاف تعانيه المرأة العربية، لأنها جزء لا يتجزأ من هذه الأمة، ولن تتحسن أوضاعها إلا بتحسن أوضاع أمتها، ولن تتقدم إلا بتقدم أمتها، وتتراجع حقوقها كلما ازدادت أوجاع أمتها واتسعت فجوة تخلفها، فالكثير من الحقوق التي تحرم منها المرأة هي نتاج السياسات والعقول التي تنظر إلى المرأة بصورة مختلفة عن الصورة الإنسانية للإنسان. وقد (أظهرت دراسة صادرة عن الأمم المتحدة في 2021م أن (45 %) من النساء في بعض المجتمعات الفقيرة تعرضن لشكل من أشكال العُنف والإساءات اللفظية والجسدية والحرمان من الموارد الأساسية خلال وباء كوفيد 19).
وبعد عقود من خروج المرأة من بيتها إلى التعليم والعمل والمشاركات المهنية والسياسية والاقتصادية إلا أن هناك العديد من الحقوق التي لا تزال في جعبة المجتمع، ولم تنلها المرأة، حقوق شرعية ووطنية واجتماعية ودولية وإنسانية. وفي كل محفل وطني، سياسيا كان أم اجتماعيا، تقف المرأة وتطالب بحقوقها بلا وجل وخوف، إيمانًا منها بهذه الحقوق وتذكيرًا للدولة والمجتمع من الرجال والنساء بهذه الحقوق، فهي شريك الرجل في العمل الرسمي والأهلي والتنمية، فما من إنجاز حققه أي مجتمع إلا وكان للمرأة جزء منه.
وإن كانت المرأة بشكل عام قد نالت حقوقًا في مجال التعليم والصحة والعمل، ورغم أنها تمثل نصف المجتمع، إلا أن حقوقًا أخرى غُيبت عنها في مجتمعنا العربي والتي اصطدمت بعقليات ترفض الحد من التمييز والتعنيف ضد المرأة، وغيرها من الممارسات التي اتسعت بسببها الفجوة الجندرية، والكثير من مجتمعاتنا تقف عاجزة أمام جرائم العُنف والشرف ضد النساء، ولم تتمكن الحكومات من القضاء عليها أو حتى وضع حد لها. وهذا ما يؤكد صحة رأي "منظمة المرأة العربية" بأن "المرأة العربية أكثر هشاشة على سلم الحقوق، وأكثر امتلاكًا لمصادرة القوة الاجتماعية سواء الرمزية أو المادية"، وهي حالة تحرمها من العديد من حقوقها لأسباب أخلاقية وثقافية واجتماعية مشوهة تسمح بممارسة التمييز والإقصاء والعُنف. وأن اجتثاث هذه الأمور ــ يتطلب بذل جهود رسمية ومجتمعية لمناهضة ذلك، ووضع القوانين والاستراتيجيات بمشاركة جميع الأطراف المجتمعية، وبتحديث قوانين الدولة لمناهضة ما تعانيه المرأة في بلادها، قوانين ناجعة وفاعلة تمكنها من نيل الحياة الكريمة اللائقة بها كامرأة وإنسانة، والعمل على نشر التوعية باحترام المرأة وتقديرها لبناء جيل يُقَدِر المرأة حق قدرها. وكل عام والمرأة العربية في يومها العربي بخير.

كاتب وتربوي بحريني
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .