العدد 5585
الإثنين 29 يناير 2024
banner
كمال الذيب
كمال الذيب
هامش حول اليوم العالمي للتعليم
الإثنين 29 يناير 2024

احتفل العالم قبل أيام قليلة باليوم العالمي للتعليم، ووجدنا المنظمات المختصة تعيد التأكيد على الأهداف والعناوين التي تعكس الطموحات الإنسانية الكبرى، بالتعويل على التعليم كمحرك للتنمية وكأداة لبناء العقول ونشر السلام.. إلى آخر عناوين المهمة الطموحة التي تعول على التعليم بالدرجة الأولى بما يرفع سقف التوقعات باستمرار بالرغم من التحديات الكبرى، فالعالم اليوم يوجد به وفقا لآخر إحصائية لليونسكو 250 مليونا من الأطفال والمراهقين غير مسجلين في المدارس أصلا، كما يوجد به أكثر من 763 مليون بالغ أمي. مع ذلك فإن التعليم سيظل استثمارا ضروريا بعيد المدى، هائلا ومؤثرا في جميع المجتمعات، ما يجعل تطويره ومراجعته عملية مستمرة لا تتوقف عند حد، حتى في الدول المتقدمة، من خلال مراجعات متلاحقة ودراسات لا تتوقف، وهي مراجعات تحدث تحت ضغط التحديات المرتبطة بالاقتصاد والقيم وسوق العمل، والتطور العلمي والتكنولوجي والاتصالي، وغير ذلك من الجوانب التي تفرض أن يكون أمر التعليم شراكة مفتوحة أمام المجتمع ومؤسساته.
وقد كانت مملكة البحرين من بين الدول التي اهتمت دائما بالتعليم والتجديد التربوي، والتكيف مع التحولات على الصعيد العالمي، لأن التعليم قوة الدفع الأساسية نحو التنمية والتقدم، مطروح عليه إعداد الإنسان للمستقبل الذي يصعب التنبؤ به، كمواطن يعي حقوقه وواجباته ويتمثل مفردات التحول السياسي والحقوقي الذي تشهده البلاد في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، وتعزيز الانتماء والمواطنة ضمن سياق ينسجم مع متطلبات القرن الحادي والعشـرين، وضمان قدرة النظام التعليمي على بناء الاتجاهات الإيجابية نحو العمل وتخريج الطالب المسلح بالمهارات والكفايات الحياتية والمعرفية والسلوكية والمهنية التي تجعله قادرا على إيجاد سبل جديدة للعمل والعيش. وقد ضمن النظام التعليمي والحمد لله – رغم كل التحديات والصعوبات - أن يكون الصعود الاجتماعي عبر التعليم محكوماً بالذكاء والكفاءة والجدارة، من خلال تأصيل موازين العدل التربوي بين المتعلمين قدر الإمكان قانونيا وتربويا، وهذه مهمة أخلاقية من الدرجة الأولى. ومع ذلك يجب أن نعترف بأن التعليم - ونحن نحتفل بيومه العالمي - ليس بوسعه حل جميع قضايا الاقتصاد والسياسة والمجتمع أو وقف تيار العولمة الكاسح، ولكنه يستطيع قطعاً فعل ما يكفل أن يمتلك الفرد المهارات الكافية للتعلم مدى الحياة، والمرونة اللازمة لمواجهة الحياة، لخدمة نفسه ومجتمعه والدفاع عن مكتسباته.
* كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .