العدد 5584
الأحد 28 يناير 2024
banner
أسمى آيات التهاني والتبريكات
الأحد 28 يناير 2024

هناك أيام جميلة في ذاكرة الأفراد والأمم والشعوب تذكرها ولا تنساها، لما بها من أحداث ومعان من اعتزاز وفخر، ومن هذه الأيام، يوم الأحد 28 يناير الحالي، فهو يوم لا ينساه شعب مملكة البحرين، ويذكره بكل إخلاص ومحبة؛ لأنه يصادف يوم مولد ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان بن حمد بن عيسى بن علي بن خليفة بن سلمان بن أحمد (الفاتح) بن محمد بن خليفة آل خليفة، حفظه الله ورعاه.
ولد جلالته في 28 يناير 1950 بمدينة الرفاع، وجلالته أكبر أنجال أمير دولة البحرين الراحل المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (1961 - 1999).
هناك الكثير من الأحداث المهمة في حياة جلالته منذ مولده وتقلده مقاليد الحكم في 6 مارس 1999 ليصبح أميرا لدولة البحرين وملكا عليها في 14 فبراير 2002 ومنها:  
* تحقق في عهد جلالته الزاهر الكثير من الإنجازات على كافة الأصعدة، ما جعلها تبلغ مكانة متميزة إقليميا ودوليا ونالت إعجاب العالم واحترامه، فجلالته لديه روية تاريخية وسياسية متطورة، تجلى في إقامة مملكة دستورية وتسارع في إقامة مشاريع البنية التحتية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والطبية، بكل مستوياته، في رؤية متكاملة تستهدف النهوض بالمملكة والمواطنين وتحقيق الأهداف التنموية الطموحة ضمن رؤية البحرين الاقتصادية 2030 لينعكس إيجابا على الوطن والمواطن والمقيم والزائر.
* اكتسب جلالته الكثير من التجارب والخبرات من المراحل التي عاصرها والتي استمدها وتوارثها من خبرة المغفور لهم بإذن الله تعالى أصحاب الجلالة أباء وأجداد جلالته، المستمدة من تقاليدنا وعقيدتنا وقيمنا الإسلامية العربية السمحاء، والذين تركوا بصمات وتراثا لا ينسى في ذاكرة التاريخ، وسجلوا بذلك أروع تقدم بكافة المجالات في تاريخ مملكة البحرين العريق في أصالته وأعرافه وتقاليده.
* التحق جلالته بالدراسة الابتدائية في مدارس البحرين في السادسة من عمره، وتعلم تلاوة القرآن الكريم ومبادئ الدين واللغة على يد مختصين بالدراسات الإسلامية، ما كان له كبير الأثر في تقدم لغته وأسلوبه وتذوقه للشعر العربي والنبطي، وحرص جلالته على حضور مجالس والده، ما أكسبه الكثير من الحكمة والمعرفة والإلمام بالأحداث المحلية والإقليمية والدولية، وتعلم السباحة والرماية والفروسية على أيدي مدربين ماهرين، وبعد الانتهاء من المرحلة الابتدائية أعلن رسميا توليه ولاية العهد في 27 يونيو 1964 والتحق بعدها بالمدرسة الثانوية في المنامة، وواصل دراسته في مدرسة “ليز” بمدينة كامبردج لتعلم وإتقان اللغة الإنجليزية، وعاد إلى البلاد في صيف عام 1967. 
* أحب جلالته الحياة العسكرية التي تصنع الرجال وتجعلهم يتحلون بالقيم والمثل العليا فالتحق بدورة في كلية “مونز” الحربية للضباط في مدينة درشوت همبشاير في 14 سبتمبر 1967 وتخرج منها في 16 فبراير 1968، وبعد عودته إلى البحرين وضع خطة لإنشاء قوة دفاع البحرين التي عرفت في ذلك الوقت باسم “الحرس الوطني” في أغسطس 1968.
* تولى جلالته بصفته القائد العام لقوة دفاع البحرين آنذاك منصب رئيس دائرة الدفاع، وأصبح عضوا في مجلس الدولة الذي أسس في التاسع عشر من يناير 1970 ثم أصبح وزيرا للدفاع عند تشكيل مجلس الوزراء في 15 أغسطس 1971 وفي 21 يونيو 1971، ونظرا لاهتمام جلالته بزيادة المعرفة العسكرية ومواكبة التطورات في الأمور العسكرية، فقد التحق بكلية القيادة ورئاسة الأركان في فورت ليفنويرث “كنساس” بالولايات المتحدة الأميركية، ومنح وسام الحرية لمدينة “كنساس” من قبل عمدة وشعب مدينة كنساس وتلقى مقررا في المراسلات الخارجية للكلية الصناعية للقوات المسلحة في واشنطن ونال شهادة الدبلوم الوطنية في الإدارة العسكرية في 31 مايو 1972 وتخرج جلالته بدرجة الشرف في القيادة ورئاسة الأركان في 9 يونيو 1973، كما حصل في 26 يونيو 1972 على شهادة شرف العسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك تقديرا لما أنجزه في الشؤون العسكرية منذ عام 1968، ونتيجة ذلك تم وضع اسمه من ضمن الأسماء المدرجة في لوحة الشرف للضباط في الجامعة.
* اهتم جلالته بعد عودته للبلاد بأمور كثيرة منها الارتقاء بمختلف جوانب الحياة ودفع عجلة التطور والتوسع في مختلف المجالات العامة، وخاصة في قوة دفاع البحرين، التي وهبها قسطا عظيما من وقته وجهده في تحديثها ورفع مستوى الأمور العسكرية والثقافية والطبية لمواكبة الابتكارات والتطورات. 
* تقلد جلالته الكثير من المراكز والمسؤوليات، فقد عين نائبا لرئيس مجلس العائلة الخليفية في 1974 وتولى منصب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في عام 1975 واهتم بتأريخ أصول سلالات الخيول العربية في مملكة البحرين وتوثيقها؛ لكونها من أنقى وأحسن السلالات العربية، وأنشأ إسطبل الخيل الأميري في البحرين في يونيو 1977 وسجل ضمن منظمة الخيول العربية العالمية في سبتمبر 1978، كما اهتم بدراسة تاريخ الشعب البحريني، فأنشأ مركزا لتجميع الوثائق البحرينية، وبذل جهدا مميزا في اقتناء الوثائق من الدول التي كانت لها علاقات تاريخية مع مملكة البحرين، واهتم جلالته اهتماما خاصا بوثائق أجداده العتوب ونشرها تباعا في مجلة “الوثيقة”، وأنشأ مركز البحرين للدراسات والبحوث لتعزيز القاعدة العلمية للبلاد ولتنمية مقدرة المواطن والمجتمع على الاستفادة من التقنية الحديثة ومعطياتها في تطوير الإمكانيات البشرية والاقتصادي.
* اهتم جلالته بالطيران وتدرب على قيادة طائرات (الهليوكوبتر) في أكتوبر 1977 وتخرج في 14 يناير 1978 وأنشأ سلاح الطيران، وأدرج اسم جلالته كعضو شرف دائم لنادي طائرات (الهليوكوبتر) في 30 يناير 1979، ولجلالته هوايات عديدة مثل: السباحة وركوب الخيل ورياضة الصيد بالصقور والرماية وكرة القدم والجولف والتنس. 
* جلالته مدرسة من القيم والعادات الحميدة، وموسوعة في أمور عديدة، وله إلمام واسع بكثير من الأمور المهمة والتاريخية والسياسية، وحرص على إقامة علاقات أخوية مع مختلف أطياف الشعب، وتصدى للطائفية البغيضة، وأقام علاقات حميمة مع مختلف الدول الإسلامية والعربية والصديقة، مما جعل جلالته قدوة للأجيال الحالية والمقبلة؛ لحرصه على إعداد أجيال المستقبل مجسدا قيم التلاقي والحوار وروح المحبة التي تميز بها حكام وشعب مملكة البحرين خلال مختلف العصور.
* إن شعب مملكة البحرين دائم التقدير لجميع أعمال وإنجازات جلالته وحكومته الرشيدة برئاسة ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، حفظه الله ورعاه.
* يثمن الجميع دور جلالته عندما كان وليا للعهد مع المغفور لهما بإذن الله تعالى صاحب السمو الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الراحل بالملحمة التاريخية في التصدي للادعاءات الإيرانية والحفاظ على عروبة مملكة البحرين والحصول على الاستقلال باعتراف جميع دول العالم، وكما يذكرون دور جلالته الحكيم وبعد نظره مع صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، والدور البطولي الذى قامت به قوة دفاع البحرين والشرطة والحرس الوطني في استتباب الأمن والاستقرار والتصدي للأحداث المؤسفة التي عصفت بمملكة البحرين والدول الأخرى تحت مسميات الربيع العربي في عام 2011، والذى نال ثناء وتقدير المواطنين والمقيمين والدول الصديقة.
* مهد المشروع الإصلاحي لجلالته الطريق نحو إصلاحات ضخمة في جميع المجالات، وكانت نموذجا تقتدي به الأمم، ونال عليها الكثير من التكريم الدولي وحرص جلالته على تعزيز مسيرة حقوق الإنسان من خلال التشريعات الناظمة لها، وأنشأ المزيد من المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان وتطوير أدائها، واهتم بدور المرأة البحرينية وفتح المجال لها بالمشاركة السياسية والتشريعية، مما أدى الى تعزيز قيم وثقافة المرأة وحرص جلالته على إعلاء شأن المواطن ليمارس كافة حقوقه الدستورية بحرية تامة، وحقق طموح الشعب في الارتقاء وتطبيق المسار الديموقراطي ضمن أجواء تسودها الوسطية والقبول بالآخر والتعايش السلمي، معززا بذلك ركائز مهمة لتعزيز الوحدة الوطنية في البلاد وسيادة القانون، لتحظى المملكة بفضل ذلك بثقة المجتمع الدولي وتعزيز موقعها على خارطة البلدان التي تحظى بسمعة متميزة في مجال حقوق الإنسان والتوافق الوطني، بغض النظر عن الانتماء الديني أو العرقي أو الفكري أو المذهبي، وتم إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي لإرساء دعائم الوحدة الوطنية والمحبة، وجعل السلام والتسامح السبيل للنهوض بالمجتمعات وخلق الانسجام والتفاهم بين أتباع الديانات والمذاهب المختلفة ليعكس الصورة الحضارية الرائدة التي دشنها جلالته في السنوات الماضية من عهده الميمون، والتأكيد على أسبقية مملكة البحرين في إرساء قيم التسامح والتعايش والتعددية الدينية بالمنطقة. 
* حققت مملكة البحرين إنجازات تنموية وعمرانية وحضارية رائدة منذ استقلالها ودخلت عهدا جديدا من الإصلاح والتنمية الشاملة والمستدامة في عهد جلالته وتم تدشين ميثاق العمل الوطني في فبراير 2001 بتوافق 98.4 % من الشعب البحريني وإجراء التعديلات الدستورية، وتكريس الملكية الدستورية في إطار من الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين المواطنين، كما وجه جلالته إلى إصلاح سوق العمل بقيادة صاحب السمو الملكي ولى العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء.
نتضرع إلى المولى عز وجل أن ينعم على جلالته بطول العمر، وأن يديم عليه موفور الصحة والعافية، وأن يحفظه لمواصلة مسيرة الخير والنماء والإصلاح لمملكتنا العزيزة وشعبها الوفي، مؤكدين لجلالته أننا على العهد باقون، ونبادل جلالته الحب والولاء والإخلاص والطاعة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية