العدد 5575
الجمعة 19 يناير 2024
banner
شكوى دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل
الجمعة 19 يناير 2024

اتهمت دولة جنوب أفريقيا إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة في الشكوى التي قدمتها لمحكمة العدل الدولية، وقد وصفت إسرائيل هذه الاتهامات بأنها "تشهير عام عبثي"، وتقع الشكوى في (84) صفحة وتتوزع الاتهامات إلى سبع انتهاكات إسرائيلية بحق فلسطينيي غزة. واتهمت إسرائيل دولة جنوب أفريقيا بأنها (تدافع عن العنصريين المعادين لليهود)، وقد عقدت الجلسة الأولى لهذه المحاكمة بتاريخ 11 يناير 2024م وعقدت الثانية في اليوم التالي.

ومحكمة العدل الدولية هيئة قضائية رئيسية لمنظمة الأمم المتحدة وتأسست في 1945م لتنظر في نزاعات أعضائها، وأحكامها مبرمة وملزمة قانونًا لكنها لا تملك سلطة لفرض تطبيقها، وفي حال صدور حكم من المحكمة ضد إسرائيل ــ حتى وإن لم يُنفذ ــ "سيكون له تأثير ودلالات مهمة جدًا"، وإدانة إسرائيل تعني تلقائيًا إدانة كُل من يقف أو يدعم أو يتعاون معها في عدوانها على قطاع غزة وشعبها، وفضلا عن المطالبة بإدانة إسرائيل بجريمة إبادة جماعية، طالبت جوهانسبرج المحكمة بإصدار قرار يُجبر إسرائيل على وقف الأعمال القتالية بشكل فوري لحين صدور قرار نهائي من المحكمة.

ماذا سيحصل بعد شكوى جنوب أفريقيا؟ إسرائيل أقرت بأفعالها في قطاع غزة ـ بالكلمة والصوت والصورة ــ واعتبرتها دفاعًا عن النفس، وأعلنت حكومتها الموافقة على المثول أمام المحكمة ومواجهة اتهامات جنوب أفريقيا، وبالرغم من أن هذه التهمة ثابتة ضد إسرائيل إلا أن مثل هذه القضايا تأخذ سنوات ليجري الحُكم فيها، ولو صدر الحُكم فيها لصالح الفلسطينيين سيجري تجاهل تنفيذه مثلما جرى تجاهل روسيا لحُكم المحكمة عقب حربها مع أوكرانيا، كما أن صدور الحكم لصالح جنوب أفريقيا والفلسطينيين سيؤدي إلى زيادة الضغوط الكبيرة على إسرائيل وخصوصا أميركا الداعم الأول.

يَدعي المسؤولون الإسرائيليون أن "حماس تسعى إلى إبادة الإسرائيليين" وأن "وقفا فوريا للحملة العسكرية في غزة سيتركنا عاجزين عن الدفاع عن أنفسنا"، سواء صدر القرار بإدانة إسرائيل أم لا ــ فإنها مستمرة في ديدنها العدائي ضد الوجود الإنساني للشعب الفلسطيني على فلسطين، والعمل على تحقيق هدف تهويد الأرض والمقدسات وتشريد وقتل وسجن مَن تبقى من الأنفس الفلسطينية، فهو كيان تحكمه عصابات، ويروي وجوده غير الشرعي من الدماء التي حرم الله قتلها إلا بالحق وباغتصاب تراب الغير ليعيش عليه دون آبه بالشرائع السماوية والأرضية ولا بالقوانين الدولية ولا بمبادئ حقوق الإنسان العالمية.

كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .