هناك علاقة مرتبطة ومتكاملة بين البيئة وما حولها من مظاهر الحياة، ومن بينها الإنسان والتنمية، فالترابط بين البيئة والإنسان لا يختلف عن الترابط بين البيئة والتنمية، فنظافة البيئة وصحتها تساهم في تحسين حياة الإنسان، والاعتناء بالبيئة جزء لا يتجزأ من أهداف التنمية التي تجعل من حياة الإنسان أكثر سعادة ورفاه. لقد ساهم التقدم العلمي والتطور التكنولوجي وابتكار التقنيات الحديثة باستغلال الموارد الاقتصادية والطبيعية أفضل استغلال لتوفير احتياجات الإنسان، إلا أن هذا الاستغلال أثر على جمال البيئة وسلامتها، فأصبح التلوث البيئي يُمثل مشكلة خطيرة يُعاني منها الإنسان والعالم الذي يعيش فيه.
وتأتي دعوة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ــ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ــ إلى (مواصلة تبني البحرين المبادرات الداعمة لخطط التنمية في مختلف مساراتها متوافقًا مع الحرص على تنفيذ برامج التنمية التي تراعي تحقيق الأمن البيئي)، حيث يعد مشروع التشجير بمختلف المحافظات شكلًا من أشكال مواجهة تحديات التغير المناخي وحماية البيئة، وبالوصول إلى “الحياد الصفري” بحلول عام 2060م، وترجع أهمية ربط الأمن البيئي بالتنمية إلى الآثار السلبية التي يحدثها الاستغلال العشوائي للموارد الطبيعية. ودعوة صاحب السمو تتوافق مع ما أكده (مؤتمر ستوكهولم في 1972م ــ على ضرورة الربط بين البيئة والتنمية)، وبما أوصى به (مؤتمر ريودي جانيرو في 1992م ــ بضرورة الاهتمام بالأراضي كمورد طبيعي يُحقق التنمية في إطار الأهداف الخاصة بالبيئة والحفاظ عليها).
وتسعى البحرين إلى توفير المناخ الصحي الآمن الذي يجب أن يحيا فيه الإنسان مع غيره من الكائنات الحية بما يَضمن للجميع حياة بيولوجية واجتماعية واقتصادية نقية خالية من التلوث، ويتطلب هذا ألا تكون التنمية وسيلة تساهم في استنفاد موارد البيئة وإحداث التلوث وزيادة تراكم النفايات (الصلبة، السائلة، الغازية)، بل أن تتلاقى البيئة والتنمية في هدف واحد لا ينفصل.
كاتب وتربوي بحريني