نفذت وزارة التربية والتعليم (375) زيارة طلابية من مختلف المدارس الحكومية من البنين والبنات وبمراحلها التدريسية، إلى مواقع متنوعة من معالم البحرين التاريخية والحضارية، ولعدد من المؤسسات الرسمية والأهلية خلال الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2023م/2024م. وتأتي أهمية هذه الزيارات كمنهج تربوي وطني اعتمدته الوزارة لتعزيز معارف وخبرات الطلبة حول تاريخ وحاضر البحرين، وللتعرف على جوانب من الخدمات التي تقدمها مؤسسات الدولة من رسمية وأهلية.
وتجسد الآثار والمواقع الحضارية الشاخصة هوية البحرين العربية كجزء لا يتجزأ من التراب العربي، وزيارتها ومعرفتها تدفع الطلبة للتأمل والتفكر في هذه المعالم والشواهد التي تجسد الماضي وتصل الحاضر، فمعالم البلاد من آثار وحواضر جزء من حضارة وتاريخ البحرين الذي لا ينضب ويرتبط مع الإنسان ولأجيال متعددة، ومعرفة الطلبة هذه المعالم ومشاهدتها جزء لا يتجزأ من الانتماء الوطني، حيث تشعرهم بالاعتزاز بتاريخهم وجذوره العريقة المتجذرة منذُ أمد التاريخ.
والبحرين كغيرها من الأمم تعتز بتاريخها وحضارتها وتفتخر بمخزونها التراثي المتنوع، وتعتني به وتجدده، وتصونه ولا تهمله، وتطوره ولا تمحوه، وتعمل على ربط البناء الجديد بشيء من هندسة القديم الجميل. وهذه الزيارات الطلابية لهذه المعالم تنمي حِس الطلبة الوطني وتزيد وعيهم، وتدعوهم إلى المحافظة عليها وعدم العبث بها أو تشويه صورتها وجمالها، وترفع من اهتمامهم بكل ما هو معني بالتاريخ والحضارات ليصبح بذلك سلوكا مُستداما لديهم تجاه بلدهم وتاريخه وآثاره ومعالمه، فهي معالم تمثل حقبة تاريخية عريقة، سكنها بشر قبلنا، وتتمتع بقيمة تاريخية لا تقدر بثمن.
هذه الزيارات تمثل اهتمام وزارة التربية بتعليم الطلبة أهمية هذه الأماكن تاريخيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، وعلى الأسرة أن ترسخ مبادئ الحفاظ على مرافق البلاد في فكر وعقول أبنائها وبناتها، وكيفية التعاطي معها، ما يُعزز الجوانب الإيجابية للمناهج التعليمية بمختلف المواد الدراسية، وهي تمثل من جانب آخر وجهة سياحية للسياح والزوار ومصدرًا اقتصاديًا، وتزخر البحرين بأماكن أثرية عديدة ومتنوعة من حيث الامتداد التاريخي، والتي تعد امتدادًا للماضي المرتبط بالحاضر، فهي جزء من التراب الوطني، وتتوارثها الأجيال، جيلًا بعد جيل. فقد ساهمت هذه الزيارات في نشر الوعي لدى الطلبة بالآثار والأماكن الحضرية وأهميتها وقيمتها التاريخية، وبالمحافظة عليها وتنمية معالمها.

كاتب وتربوي بحريني