يعتبر التعليم القوي والفعال من أهم عوامل التنمية في المجتمعات، ولضمان التعليم الجيد ‏في المدارس لابد من تحديد التوجهات والأهداف بصورة دقيقة، ولابد أيضاً من التشاركية الإيجابية في سبيل تحقيق التعليم الجيد، فجميع الدول التي تمتلك تعليماً قوياً تكون توجهاتها نحو التعليم مشتركة بين المدرسة والبيت والطالب والمجتمع بصورة موحدة. وجميع تلك الأطراف تعمل معاً وفي نفس الاتجاه لذلك تتحسن المنظومة التعليمية بصورتها الشاملة والتي يظهر نتاجها بتطور المخرجات، وفي المقابل فإن اختلال دور أحد الأطراف والتخلي عن المسؤوليات وإلقاءها على جانب واحد سواء من البيت أو المدرسة أو المجتمع يؤثر بصورة مباشرة على جودة المخرجات. وفي واقعنا نرى ونشهد بصورة يومية التحسينات المتتالية في نوعية البرامج التطويرية والتنظيمية التي تتخذها وزارة التربية والتعليم، والخطوات لتحسين التعليم بصورة مستمرة وسريعة وجعله عملية مستدامة ذات كفاءة وذات مخرجات مواكبة للتنمية المستدامة ومتغيرات هذا العصر. حيث تولي الوزارة جل اهتمامها لتقديم فرص متساوية بحيث يكون التعليم الجيد متوفرا ومتاحا لجميع الطلبة، وإشراك جميع مؤسسات المجتمع المحلي وتعزيز التعاون لتوفير الدعم اللازم لتحقيق استدامة للتعليم الجيد. وأيضاً تحرص على توفير تعليم مطابق لمعايير الجودة من ناحية، ويلبي احتياجات الطلبة باختلاف فئاتهم ويسهم في صقل مهاراتهم وشخصياتهم من ناحية أخرى. ‏ويتم توفير برامج التدريب المهني المستمرة للمعلمين وإتاحة الفرص المناسبة التي تواكب المستجدات العالمية. وتولي الوزارة اهتماما بالغاً في عملية التقييم المستمر والمنتظم لضمان جودة عمليتي التعليم والتعلم وأثرها على تحصيل الطلبة أكاديمياً، حيث يتم اتخاذ الإجراءات التي يمكن من خلالها التغلب على التحديات وتذليلها قدر المستطاع.
‏والرسالة الموجهة الآن لتحقيق الاستدامة في التعليم الجيد هي تعزيز دور مؤسسات المجتمع في دعم المدرسة كمنبر للعلم والمعرفة والقيم ضمن خطة مرسومة طموحة تُحقق المرئيات المنشودة.
ودعم الأسرة في احتواء الأبناء وتنشئتهم على مبادئ تعزز مهاراتهم وشخصياتهم بحيث تستقبلهم مدارسهم فتستثمر طاقاتهم وتتحدى قدراتهم فيكون النتاج من الإبداع والابتكار ما يثلج الصدور وتتحقق بذلك التنمية المستدامة.

كاتبة بحرينية