العدد 5462
الخميس 28 سبتمبر 2023
banner
الأسرة والمدرسة والمجتمع
الخميس 28 سبتمبر 2023

تعودنا نحن كأولياء أمور أن نراقب دوماً ما الذي تقدمه المدرسة لأبنائنا، ونضع دوماً مهمة التعليم بصورة رئيسية على المدرسة، ونَنْتَظر من المدرسة تعليم الأبناء وتمكينهم من المعارف والمهارات، وتوفير الفرص الجيدة للتعلم بالصورة التي نطمح لها، والتي تكون مرسومة في أذهاننا، ولا نفكر في سؤال أنفسنا: ما الذي نقدمه نحن كأولياء أمور للمدرسة؟ وفي المقابل تَنْتَظر المدرسة منا كأولياء أمور تزويدها بطلاب يمتلكون قيما أخلاقية ولديهم من السلوك الإيجابي ما يدفعهم ويحفزهم للتعلم واكتساب المعارف والعلوم بسلاسة ويسر. فهنا يكون الطلاب بمثابة المُنتج وأولياء الأمور هم أصحاب هذا المنتج، والمدرسة هي المصنع الذي يُخرج هذا المنتج بجودة إما عالية أو متوسطة أو متدنية.
وفي حقيقة الأمر تكون العملية التعليمية والتربوية لا تسير في طريقها الصحيح لتحقيق ما تصبو إليه جميع الجهات المذكورة.
لذلك يجب علينا أن نَعي ونُدرك بأن عمليتي التعليم والتربية مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، وأن نتعامل مع الطلاب بصورة كاملة غير مجزأة بين تعليم وتربية، وأن الإيمان بمبدأ التشاركية هو الذي سيدفعنا نحو خلق فرص تعليم وتربية جيدة، فعلى كل طرف الانفتاح تجاه الآخر وتعزيز كل وسيلة تواصل تبدأ من تعرف المعلمين على أولياء أمور طلابهم ومناقشتهم بصورة مستمرة بكل ما يتعلق بهم، وعلى أولياء الأمور تقديم كل الدعم للمعلمين ولمدارس أبنائهم بدلاً من توجيه اللوم المستمر والانتقادات غير المدروسة والتي تُثقل المدارس وتشغلها إذا لم تكن في مكانها الصحيح.
ولنُعطي الحق الأكبر لطلابنا وأبنائنا لسماع أصواتهم ومقترحاتهم للتطوير والتغيير.

كاتبة بحرينية
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية