لم تعد تفصلنا عن عودة أبنائنا لمدارسهم إلا أيام قليلة، وفي هذه الأيام يجب أن تكون لنا وقفة مع فلذات الأكباد وجيل المستقبل، ويأتي دورنا كآباء وأمهات وأولياء أمور ومواطنين صالحين في تيسير هذه العودة وتقليل أي شعور بالرهبة أو الخوف أو القلق الذي قد يشعر به أبناؤنا كشعور طبيعي بعد إجازة طويلة.
والواجب الديني والوطني يحتم علينا التحدث معهم والتأكيد على أمور مهمة في مقدمتها نعمة حصولهم على حق التعليم المتطور والمواكب للتغيرات التي تجري في العالم، ووجود تلك المدارس والمنشآت المدرسية، وتوفر المعلمين من أبناء هذا الوطن المعطاء، ويأتي كل ذلك بفضل من الله أولاً ثم بحرص قيادتنا الرشيدة على توفير فرص التعليم، وتحسين جودته إيماناً منها بأن الاستثمار في التعليم يعود مردوده على بناء وطن متحضر ومستقبل مثمر. أما الأمر الثاني، فهو تعزيز قيمة الاحترام، وحسن المعاملة واتباع القوانين والأنظمة المدرسية مع المعلم أو الطالب الزميل وفي جميع الأوقات والأماكن، سواء كانوا في الصفوف أو الساحات أو عند استخدام خدمة المواصلات، فتصرفاتهم تعكس حسن خلقهم الذي أوصى به ديننا الإسلامي الحنيف.
أما الأمر الثالث والأخير فهو رسالة موجهة منا ولنا كأولياء أمور، فوزارة التربية والتعليم بكل منتسبيها تعمل خلال هذه الفترة وتبذل قصار جهدها، وتسخر كل إمكانياتها المتاحة ليلا ونهارا من أجل تيسير وتسهيل العودة للمدارس لجميع أبنائها الطلبة، مع المحافظة على أمنهم وسلامتهم والاستمرار في تحسين التعليم وتطويره، فالواجب يتطلب منا تعزيز التواصل المشترك بيننا في جميع الأمور المتعلقة بمصلحة الأبناء، واستخدام القنوات التي حددتها الوزارة لإيصال ملاحظاتنا، والتأني في الأمور وعدم اللجوء إلى قنوات غير رسمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهدفنا مشترك وأبناؤنا هم أبناؤهم أيضاً، وحث بعضنا البعض على نشر هذا الوعي الراقي والمتحضر بيننا، ولتكون بداية عام حافل وموفق لجميع أبناء هذا الوطن المعطاء.
*كاتبة بحرينية