العدد 5532
الخميس 07 ديسمبر 2023
banner
المرأة الفلسطينية وطوفان الأقصى
الخميس 07 ديسمبر 2023

مازالت إسرائيل تدك غزة ببشرها وشجرها وحجرها ومرافقها بسيلٍ من الصواريخ والقنابل التي يروح ضحيتها كل يوم مئات وآلاف الشهداء والجرحى والنازحين، في هذه الأيام وفي قلب هذه الأحداث العظام تقف المرأة الفلسطينية مرابطة صابرة في كل ميادين الوطن من أجل الدفاع عنه والاستبسال في سبيله، فهي الشاهدة والشهيدة على الأحداث والنكبات منذُ عام 1936م حتى يومنا، ولعبت المرأة الفلسطينية الكثير من الأدوار، من سياسية واقتصادية ومهنية ونضالية وعسكرية وتربوية وثقافية، أدوار أظهرت وجه وقدرة هذه المرأة في ميادين النضال الفلسطيني، وذلك لإيمانها البالغ بقضيتها الوطنية وحتمية الدفاع عن تراب بلادها، وهي أدوار تركت بصماتها في المجتمع الفلسطيني.
ويختلف واقع المرأة الفلسطينية عن واقع المرأة العربية، حيث نجد أن المرأة الفلسطينية قابعة ضمن ثلاث دوائر من التحدي التي تتمثل في ــ التحدي القومي المتمثل بوقوع المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال، والتحدي الطبقي المبني على الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، وتحدي التمييز ضمن مجتمع تتنازعه الثقافة التقليدية لدور المرأة. وهي تحديات عرقلة انخراطها في الشؤون العامة الفلسطينية، إلا أنها نهضت ثائرة على هذه التحديات لتسهم بكل قوة وجدارة في مواجهة الاحتلال، الأمر الذي عزز دورها وحمى حقوقها، فحملت السلاح وقاتلت عدوها، وانتفضت فأُسرت واعتقلت وسُجنت، وعُذبت وقتلت فاستشهدت، وروت بدمها تراب بلادها في سبيل استقلال وحرية فلسطين.
واليوم ومع هذا التصاعد العدواني ضد غزة، فإن للفلسطينية نصيبا في عمليات المقاومة، يتمثل في مرحلة التجهيز والإعداد التربوي والنفسي للمقاتلين الشباب الذين وُلدوا خلال الثلاثين سنة المنصرمة ــ سنوات توقيع الاتفاقيات وسنوات الحصار المفروض على غزة فضلًا عن معايشتهم الحروب على القطاع في أعوام (2008م و2012م و2014م و2021م)، ومع ذلك ربت المرأة الفلسطينية أولادها وأشقاءها وأهلها على فضيلة المقاومة ورفض الخضوع والخنوع والاستسلام، وأرضعتهم أسمى معاني الصمود والمقاومة وحُب الوطن والاستعداد للتضحية والفداء.
كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية