بات شبه مؤكد أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي بنيامين نتنياهو يتجه نحو الهاوية المليئة بالحفر على مختلف المستويات. الرأي العام في إسرائيل، يحمّله مسؤولية الإخفاق في مواجهة مخططات حماس وتدارك عملية طوفان الأقصى وانهيار منظومة الردع الإسرائيلية يوم السابع من أكتوبر. نتنياهو، الذي يدرك حقيقة الهاوية التي يتجه إليها، سيحاول وقف انهيار منصته التي يقف عليها بتصعيد العمليات القتالية في كل الاتجاهات، إن لجهة تصعيد التوحش في استكمال ضرب وقصف وتدمير غزة والتوسع في ضرب سوريا أو تنفيذ عمليات غير متوقعة خارج الدائرة الإسرائيلية وبالتحديد نحو لبنان، وربما اليمن والعراق أو غيرها، وذلك لحرف الأنظار عن فشله ومشكلته المتفاقمة.
وقد تلقى الرجل المأزوم والمهزوم الخبر غير السار يوم الخميس الماضي، حيث أعلنت القناة الـ 12 في التلفزيون الإسرائيلي، أن جلسات الاستماع الخاصة بمحاكمة رئيس الوزراء، ستستأنف الأسبوع المقبل، ما يضاعف المتاعب لرئيس الحكومة الإسرائيلية الذي بات مستقبله السياسي على المحك، ويواجه انتقادات حادة على خلفية إدارته الحرب على غزة. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن جلسات الاستماع في محاكمة نتنياهو ستتم على الرغم من تزامنها مع حالة القتال.
الجدير ذكره أن نتنياهو يحاكم منذ سنوات في هذه القضية، نظرا لاتهامه بتقديم خدمات بطريقة غير مشروعة لشركة "بيزك" للاتصالات مقابل تغطية إيجابية عنه وعن زوجته سارة، وهذه واحدة من 3 قضايا يُتهم فيها نتنياهو بارتكاب ممارسة فساد وخيانة الأمانة.
رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إيهود باراك اعتبر في مقالة نشرتها صحيفة هارتس أن نظيره الحالي يلحق "ضررا جسيما بمكانة إسرائيل الاستراتيجية" ويقود حربا ليست لها نهاية في قطاع غزة. وحذر باراك من إغراق إسرائيل في صراعات وأزمات تدوم لسنوات مع الإدارات الأميركية، وسط مخاطر تهدد علاقات إسرائيل بالدول العربية التي أبرمت معها اتفاقيات تطبيع.
وعليه بات من شبه المؤكد أن الثمن الأولي الذي ستدفعه إسرائيل هو الخلاص من رئيس حكومتها الذي وضع أهدافا ليس من السهل تحقيقها للحرب في غزة، إضافة إلى الدخول في فوضى سياسية.
إذا كان هدف نتنياهو الأول كما أعلن بعد السابع من أكتوبر، هو القضاء على حماس واقتلاعها من جذورها، فإن التطورات الظاهرة تؤشر إلى أن أول من سيطاح به هو نتنياهو نفسه، وسيكون هو أول الضحايا الذي سيدفع الثمن ويحاسب، ولن يستطيع دعمه من الدول الغربية وفي مقدمتها أميركا حمايته.
كاتب وأستاذ جامعي لبناني