تكمن أهمية المعارض – بعد الفورة العالمية - في كل الجوانب الثقافية والتجارية والفنية، بما تركته من تأثير فاعل وتوجيه نافع على سلوك الكيانات الإنسانية – فرادى وجماعات - عبر خلق روافد شرائية جديدة، وإيجاد منابع بيع حقيقية تقود إلى رؤية المعروض والتواصل المباشر مع الموردين وسط أجواء من المقارنات التي تزيد من كمّ ونوع جمهور العملاء، وتكوين شبكة من العلاقات الناجحة وتقوية العلامات التجارية ومعرفة قوائم المتنافسين بينهم، وفق تخطيط مُحكم بأبعاده الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للمنتجات المعروضة، والتي تتنوع ما بين التجاري والثقافي والصناعي والفني والتراثي وغيره بوسائل ترويج فعّالة لعرض السلع المُنْتَجَة ومنافذ التعريف المحلية والدولية التي تُتيح الإجابة الفورية على استفسارات العملاء وتبادل الخبرات ونقل التجارب في فضاءات جامعة وساحات مُلهمة ومنصات إبداعية زاخرة بالقيم الحضارية النبيلة والتراث الوطني العريق.
معرض إكسبو العالمي (Expo) الذي يستقطب ملايين الزوار خلال ستة أشهر كل خمس سنوات في بلدٍ مختلف ويستهدف تعزيز العلاقات الدولية والاحتفاء بالتنوع الثقافي وتقدير الإبداعات التكنولوجية واستكشاف الفعاليات لأجنحة الدول المشاركة وتبادل الأفكار والاختراعات في شتى المجالات بين مختلف بلدان العالم، يُعدّ من أكبر الفعاليات العالمية غير التجارية - بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية - التي تركت تأثيراتها الاقتصادية والثقافية الهائلة منذ الانطلاقة الأولى في منتزه "هايد بارك" بالعاصمة البريطانية لندن قبل (172) عاماً تحت عنوان "المعرض العظيم لمنتجات الصناعة من دول العالم" وحتى عام 2020م باستضافته بإمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة الشقيقة تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل" الذي شكّل منصة استثنائية أتاحت فرصا عديدة للتعاون الدولي في مختلف حقول الاستدامة التنموية الشاملة.
نافلة:
ما يُثلجُ الصدر، أنّ هذا الحدث العالمي الفريد سيكون في دورته اللاحقة عربياً، بل وخليجياً بامتياز تفوح منه نكهة العراقة العربية الأصيلة، بعد إعلان الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض في باريس فوز المملكة العربية السعودية الشقيقة باستضافته على مساحة تقدّر بأكثر من (6) ملايين متر مربع شمال العاصمة الرياض بموضوع رئيس شعاره "حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل".
تهانينا القلبية للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية على هذا السبق الذي توّج لها مسيرة النجاحات المتنامية.
كاتب وأكاديمي بحريني