تاريخ أمتنا العربية وتاريخ حضارتنا شهد من ضروب النشاط ألوانا، وعج بالتيارات والاتجاهات، ومر بفترات توثب وفترات ركود، لكنه يبقى تاريخ أمة عربية وتاريخ حضارة عربية إسلامية، وقد حملت مملكة البحرين طوال تاريخها المشرف رسالة السلام واتجاهاته ونظرياته معنى وتاريخا ومنطلقا.
معالي الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائب رئيس الوزراء، تطرق إلى مسألة غاية في الأهمية خلال لقائه قبل أيام سفير المملكة المتحدة لدى مملكة البحرين، اليستر لونج، حيث لفت “إلى أهمية تكريس الجهود الرامية إلى تحكيم العقل وتغليب الحكمة وإعلاء صوتهما على المستوى الدولي؛ لضمان أن يسود السلام المنطقة والعالم بأسره”.
تحكيم العقل وتغليب الحكمة هو التدبير الفعّال لمنع الأسباب التي تهدد السلم العالمي وبالتالي تحقيق الأمن الجماعي للشعوب، رسالة قالها معالي الشيخ خالد بن عبدالله، وإذا تحققت ستدخل البشرية في عهد سلام وأمان وتعاون وازدهار، فلا يخفى على الجميع أن البشرية تعيش اليوم على صفيح من الخوف والقلق على المصير، وتسود العلاقات الدولية التوترات والخلافات وتسيل الدماء في داخل بعض الدول وفيما بين دولة وأخرى هنا وهناك. 
ما فائدة المؤتمرات العالمية التي تدعو إلى السلام، إذا لم يكن هناك تحكيم للعقل وتغليب للحكمة، المسألة مسألة أخلاقيات وأسلوب تطبيق في شتى مناحي الحياة، وكذلك تتطلب ذكاء وفطنة وعقلا واسعا كما تتطلب اطلاعا واسعا على مجرى التاريخ ومختلف التحديات، واكتشاف ما الذي يستهدف الإنسانية بالدرجة الأولى، لأن كل ما أحرزه الإنسان خلال آلاف السنين سيهُدم في دقائق اذا لم يتم تحكيم العقل وتغليب الحكمة.
لن تنقشع رؤيا الدمار تماما من العالم وتختفي الأزمات العنيفة والحروب والصراعات الطاحنة إلا بتحكيم العقل وتغليب الحكمة، ولو جرى التعامل منذ عقود طويلة مع هذه الحكمة التي قالها معالي الشيخ خالد بن عبدالله، لكان العالم أكثر روعة وجمالا واستعاد فردوسه وعادت البسمة تشع.
*كاتب بحريني