العدد 5522
الإثنين 27 نوفمبر 2023
banner
عرفت النجاح والتقدير من الصحافة والسينما والمسرح
الإثنين 27 نوفمبر 2023

“لديك من العمق والجدة والموهبة لتكتب رواية، وتجرب الدخول إلى هذا العالم السحري، بدل الاكتفاء بالصحافة والدراما والسينما”... كلمات أو نصيحة قالها لي أحد الأصدقاء بأسرة الأدباء والكتاب الأسبوع الماضي، وأصر على أن الرواية هي المنظار الصادق الذي يرى منه الإنسان جوهر الحياة على حقيقته.
رحم الله امرأً عرف قدر نفسه، فالرواية رحلة طويلة شاقة في غابات النفس ومتاهات الحياة، إن أول شيء مبذول للروائي هو الحياة نفسها. يقول مورياك: “إن الإنسان لا يستطيع أن يضع كتاباً إلا بما يعرفه هو نفسه من الحياة، أعني لذاته وأوهامه نفسها، فليس بقادر إلا على وصف البيضة التي شق هو قشرتها وخرج منها”.
الروائي لا يتأتّى له أن يجيد ما يفعله إلا إذا عرف الحياة حق المعرفة، شرب آلامها وعذابها. يقول مادوكس فورد “إن الألم من نصيب الإنسان.. أقول الألم، ولا أعني الاستسلام، أو اليأس الذي لا جدوى منه، الألم هو الذي يسم الإنسان الممتاز بميسمه، حاملاً في طياته أملاً بالفرحة، أملا شبيها بالجوهرة المغروسة في الحديد، وليس من شك أن الرواية تجود بمثل هذه الجواهر المتلألئة التي ترصع المعدن الخام”.
يا عزيزي أنا لا أملك المقدرة على التجول في جغرافيا القارة الروائية، وأرغب بكل ما فيّ من قوة أن أتفادى ذلك، ولا تطلب مني مراجعة معتقداتي ونمط حياتي، فأنا عرفت النجاح والتقدير من الصحافة والنقد السينمائي والمسرحي وكتابة الدراما، أعرف كل المنافذ والسدود وخفة اليد والبهلوانية وطول اللسان، وبكل الألوان النفسية والفكرية وبكل التفاصيل لتلك الفنون، التي يربطني بها وفاء نبيل خلّاق، كفاح وصبر ومثابرة وإصرار على النجاح لسنوات طويلة.
أنا والرواية لا نلتقي أبدا، فأنا لا أعرفها ولا هي تعرفني.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .