يشكل هطول الأمطار إرباكاً في الشارع، وهو أمر قد يبدو طبيعياً، لكن ما يزيد من مشكلات الحركة المرورية أثناء الهطول وبعده هو كيفية تعامل قادة المركبات مع هذا الوضع الاستثنائي.
لا يعني هطول الأمطار أن يبالغ قادة المركبات في السير بتأني، ولا أن يسرعوا بسرعات جنونية؛ لا تتناسب مع الوضع الراهن في الشارع. الأمر لا يتعلق فقط بالتسبب بالحوادث لمخالفة الأنظمة المرورية من سرعة وتجاوز للإشارة الحمراء أو السيارات فقط، بل إن مثل هذه التجاوزات إن لم تكن قاتلة أو مؤذية على أقل تقدير فإنها تعبر عن تدن في الذوق، ومنها الإسراع عند القيادة إلى جوار سيارة أخرى أو أحد المشاة العابرين للطريق، ما قد يتسبب باتساخ ملابسه، ناهيك عن الضرر الذي قد يلحق بسيارة المتجاوز نفسه، وغيرها من حوادث يمكن تجنبها بالتحلي بالصبر والتأني لضمان تحقيق الأمن والسلامة في الشارع للجميع.
ومن المؤسف حقيقة أن تزداد الحوادث في موسم الأمطار، رغم التحذيرات الكبيرة والمتكررة والحملات الهادفة التي تنظمها الجهات المعنية لتوخي الحيطة والحذر أثناء القيادة، وهو ما يعتبر مسؤولية الجميع من مستخدمي الطريق، ولن يتم تفادي هذه المخاطر إلا بتكاتف الجهود وتحمل المسؤولية وحسن التعامل في مثل هذه الظروف، وذلك للحيلولة دون وقع أية حوادث قد تكون عواقبها - لا سمح الله - وخيمة.
* كاتب وأكاديمي بحريني