العدد 5518
الخميس 23 نوفمبر 2023
banner
الروائية مرغريت ميتشيل في البرلمان
الخميس 23 نوفمبر 2023

بعض النواب يعيشون في عزلة عن العالم، في الوقت الذي يفترض أن يكونوا فيه من حملة مصابيح العقلانية والثقافة، والسؤال المثار الذي لا يكف لحظة عن طلب الجواب هو.. كيف وصل هؤلاء إلى البرلمان وهم بهذه العقلية والأسلوب الذي يشبه أسلوب المرحلة الابتدائية وربما الروضة. ضجيج من مدافع ونيران الفظاعة والبشاعة، وتفكير لا يرتقي إلى تفكير ممثل للشعب يؤدي دوره بمستوى احترافي وقوة وعمق وأصالة ودهاء، وليت الأمر يقف عند هذا الحد، بل أكرمونا بالتحدث في مسائل شخصية تحت قبة البرلمان، وأن يصغي الجميع ولا يتكلم إلا إذا أمر هو شخصيا!
تابع المواطن جميع جلسات البرلمان طيلة الفترة الماضية، وأستطيع الجزم بأنه عرف واكتشف من يحاول تقليد الروائية “مرغريت ميتشيل” صاحبة الرواية الخالدة “ذهب مع الريح” في أسلوبها المثالي لعرض القصص، لكن الفرق هنا نجده في القوانين والقواعد وتشريح الفكرة المطروحة للنقاش، فأي كلام يطرح وأية فكرة حتى لو كانت ساذجة يكتبونها في الملف، ولا حاجة إلى تذكير المواطن بالاقتراحات الغريبة التي تقدم بها أولئك البعض، والتي شكلت منعطفا أبديا وشيئا جديدا كل الجدة في قاموس الاقتراحات، ولو كان الشاعر دانتي موجودا بيننا اليوم لمزق ملحمته “الكوميديا الإلهية” واستعاض عنها بالاقتراحات والنظريات الغريبة التي طرحها بعض النواب، واستراح على نغمة الأغنيات المقبلة!
يتوه الفكر الإنساني وهو يحاول أن يفهم في غضب، ما الذي يقوله ويطرحه هؤلاء النواب، وما إذا كان مألوفا في داخل عالمنا ومجتمعنا، ويتناسب مع طبيعة عمل البرلمان. أفكار خيالية تشبه جزيرة العجائب وألغازا وأحجية، لكن ما الفائدة الآن، فالوضع أشبه بالمشي على صخرات وليس لنا إلا الصبر والاستلقاء على بحيرته.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية