الأستاذ أحمد سلمان كمال أحد الشخصيات الإعلامية البارزة. بدأ عمله بعد تخرجه من المدرسة الغربية الابتدائية بالمنامة في عام 1944م كموظف في إدارة التموين، ثم التحق بسلك التدريس في العام الدراسي 1955م /‏ 1956م. والتحق في عام 1957م بإذاعة البحرين مذيعًا وألَّف مجموعة من القصص القصيرة، وكان يذيعها من محطة إذاعة البحرين وتابعها جمهور كبير آنذاك. وفي عام 1979م تم اختياره ليرأس تحرير جريدة (أخبار الخليج) واستمر في رئاسة تحريرها حتى عام 1995م.
اجتمعت به في مكتبه في منطقة الحورة في عام 1996م، وطلبت منه جمع قصصه التي كتبها للإذاعة وكذلك التي نشرها في مجلة (صوت البحرين) في عقد الخمسينات. وأبلغته بأن هذه القصص تمثل البدايات الأولى لكتابة القصة القصيرة، وهذا يعني أهمية طبعها ونشرها.
أبلغني بسر كان يخفيه ولم يفصح به لأحد، وهو أنه قام بجمع القصص التي نشرها في صحافة الخمسينات، وكذلك القصص التي ألَّفها لإذاعة البحرين، وسلَّم الملف الذي يحتوي على جميع قصصه لأحد أبناء المملكة العربية السعودية ليقوم بطبع تلك القصص، حيث كان ذلك الشخص هو الذي طلب منه أن يقوم بطباعة جميع قصصه. وتمر الأيام ولم تتم طباعة تلك القصص وانقطع الاتصال به، فوجد نفسه أنه وقع في الفخ.
زرته في أوائل عام 1997م وقلت له أبلغتني في العام الماضي بضياع القصص القصيرة التي ألفتها في الخمسينات، والمطلوب منك اليوم توثيق مقالاتك الافتتاحية التي نشرتها جريدة (أخبار الخليج) عندما كنت رئيس تحريرها في الفترة من 1979م - 1995م، وأن جميع نسخ الجريدة متوافرة، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
وافق على طلبي في الحال وتمكن في عام 1998م من إصدار جميع مقالاته في أربعة أجزاء أطلق عليها (أوراق صحفية)، وبلغ عدد صفحات تلك الأجزاء 1140 صفحة. وجاء في صفحة الإهداء النص التالي: (إلى كل من قرأ هذه الأوراق الصحفية حين نشرها.. إلى من اتفق معي في الرأي أو لم يتفق... أهدي هذا الكتاب ليكون وثيقة في تاريخ هذا الوطن).
*باحث ومؤرخ بحريني