علاقات حسن الجوار والتعايش السلمي، هي الشروط التي تسهم بالتقدم والوجود الحضاري المتميز والمستقل لأي مجتمع كان، وقد لخص الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية في الجلسة الثانية من حوار المنامة، والتي جاءت بعنوان “سبل التعامل مع التنافس الدائر على نطاق عالمي” الرؤية الثاقبة والصائبة لمملكة البحرين للأحداث المتسارعة في الساحة العالمية، وتأكيدها وحرصها على مصالح الشعوب المشتركة، ويجب أن تتكلل هذه المساعي وتتكامل حتى تثمر الثمار التي ترنو إليها شعوب العالم، لأن استمرار الصراعات سيؤدي إلى مزيد من الضعف والهوان للمجتمعات.
وقد أكد أن “العالم بحاجة إلى إطار من المبادئ والقيم المشتركة التي يمكن أن توجه تصرفات جميع الأطراف المعنية، مشيرًا إلى أن مملكة البحرين تؤمن بأهمية الاحترام المتبادل والحوار والتسامح، مؤكدًا أن هذه القيم حاسمة في إدارة المنافسة العالمية وخلق السلام والاستقرار والازدهار، ليس في المنطقة فحسب، بل خارجها أيضًا. وأضاف أن هذه القيم ستساعدنا ليس في الحفاظ على علاقات جيدة مع جيراننا وشركائنا فحسب، بل أيضًا في تشكيل مشاركتنا البناءة مع المجتمع الدولي الأوسع، استنادًا إلى المبادئ الدولية السامية مثل احترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
لا عجب أن تتسامى مكانة مملكة البحرين وتزداد أهميتها في العالم من خلال دورها ومساعيها في أمن وازدهار الشعوب والدفاع عن القضايا العادلة وخصوصًا القضية الفلسطينية، ومساهمتها في فتح باب الحوار لمناقشة كل المسائل العالقة بين مختلف الأطراف، ما يعطي دفعًا قويًّا لأمن واستقرار المنطقة واحترام المصالح المتبادلة.
إن مملكة البحرين بقيادة سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، تقوم بدور فاعل في خلق استراتيجية لتطوير وتعميق العلاقات بين الشعوب لتحقيق ازدهارها وتقدمها.
كاتب بحريني