التزامنا التام بالقضية العربية “فلسطين” نابع من كونها قضية الأمة بكل أطيافها ومذاهبها، فما يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم من أشد أنواع العذاب والقصف شهادة للعالم بأسره على الوحشية المطبقة، لقد مددنا يدنا للسلام وكنا دوماً رعاة له، لكنه قوبل بالعنجهية والرفض والأفعال غير المبررة! مئات الأطفال كانت حياتهم ثمناً لهذا القمع وهذه الوحشية، مئات الأطفال يعيشون في تلك البقعة من العالم، ويدركون تماماً أن مصيرهم الموت بين لحظة وضحاها، فأين حقوق الطفل والإنسان، أين المنظمات العالمية، أين العالم كله من جرائم الحرب المتتالية في فلسطين الأبية. 
إنها قضية مركزية يجب أن نحملها في القلوب والعقول دون الالتفات إلى مذهب أو طائفة، فكل الأديان جاءت من رب واحد، وما يحدث في فلسطين تصرفات عنصرية تجاه سكان الأرض الأصليين، ولا غرابة في ذلك فالتاريخ شهد مرارا وتكرارا المجازر وجرائم الحرب والإبادة تجاه المدنيين العزل! والآن وبعد أن فشلت العنجهية في صد خرق المقاومة قامت بتفريغ جل طاقتها في الأطفال والنساء! لقد كنا دوماً دعاة للسلام، لكنهم دوماً كانوا عكس ذلك، فليقف المجتمع وقفة شرف وكرامة في وجه غاصب عنجهي لم يحترم أوقات السلم أو الحرب وأبى إلا أن يشفي غليله بدماء أطفال لا حول لهم ولا قوة! معتقدا أنه يدون نصراً ولا يعلم أنه يرسخ قيم الشهادة والشرف والكرامة لا بداخل فلسطين فقط، إنما في كل المجتمعات، فالقيم والمبادئ لا تتجزأ في قاموس الشرفاء أيا كان دينهم أو توجههم.

ومضة 

لكل كيان دورة حياة كاملة، تبدأ بخجل ثم تستمر بقوة ثم تنتهي إلى اندثار لا رجعة من بعده.

*كاتبة وأكاديمية بحرينية