يلعب سلوك الأفراد دورا كبيرا في سمعة المؤسسة الإيجابية، حيث تؤثر أنماط الشخصيات في سلوكها الفردي، وهو ما قد يؤثر بطريقة أو بأخرى على ثقافة المؤسسة العامة، والحقيقة أن للمؤسسات دورا كبيرا في تنمية أدوار القيادة للشخصيات التي ترى أنها قادرة على ذلك من حيث الابتكار والإبداع والتفكير خارج الصندوق!
المدرسة الكلاسيكية تهتم كثيرا بالشكليات دون الاهتمام الحتمي بما يتم تقديمه حقا من خدمات مؤسسية للأفراد المعنيين أو المستفيدين من تلك الخدمة، والحقيقة أن هذا النوع القديم الذي عفا عليه الزمن بات لا يقدم ما هو مطلوب للسوق أبدا، ولا يرتقي بمستوى الخدمات اللائق بالعملاء إذا ما صح تسميتهم بذلك!
وسأضرب مثالا بسيطا من خيالي الخاص، مستشفى لامع ونظيف وأطباء متخصصون ونسبة وفيات مرتفعة! ذلك المثال يوضح خللا كبيرا واضحا من خلال النتيجة التي حصلنا عليها وهي مقترنة بنسبة الوفيات العالية، فلم يغن المستشفى الرائع والأطباء الأروع عن إنقاذ حياة المرضى! وهذا الأمر ينطبق على جميع المؤسسات، بما في ذلك الجامعات والمدارس والوزارات وغيرها الكثير، فما الفائدة من جودة الأعمال الورقية أو الشكل الجميل فيما المخرجات تدمي القلوب!

ومضة
السمعة المؤسسية لا يبنيها سوى سلوك الأفراد في التعامل مع أقرانهم وزملائهم، وفي التعامل مع المستفيدين من الخدمة، وهي الأقرب في نشر الواقع عن المؤسسة، فالمجتمع بات واعيا لا تغره الدعايات قدر ما يهتم بالتجارب الحقيقية والسمعة المنتشرة عن المؤسسة من قبل تجارب الآخرين مع الأفراد العاملين فيها.
كاتبة وأكاديمية بحرينية