تقول النظرية العلمية إن إهمال فعل بسيط قد تترتب عليه كارثة عظمى! كأن تتسبب رفرفة فراشة في أقصى الشرق بأعاصير شديدة بالغرب! وقد وضع هذه النظرية العالم إدوارد لورنز الذي جمع بين تخصصين “عالِم أرصاد وعالِم رياضيات في الوقت ذاته”، ونجح الجمع بين التخصصين في إنشاء نظرية الفوضى!

وقصة النظرية أن العالم أهمل أثناء تحليله بعض الأرقام، الخانات العشرية، من خلال اعتماده على الرقم الأساسي وإهمال الرقم العشري الذي أدى إلى خروج نتائج دراماتيكية! هذه النظرية غيرت مفاهيم كثيرة وكانت من أساسيات بناء الفيزياء الحديثة لأنها تعتمد على الفروقات البسيطة لإحداث نتائج كبيرة!

والحقيقة أن تأثير الفراشة نظرية يجب الالتفات إليها ومراقبتها، بل ومراقبة تأثيرها، خصوصا لدى الأشخاص أصحاب القرارات أيا كان منصبهم، فبما أن لديهم سلطة تخولهم اتخاذ قرار فإن بعض التصرفات والآليات المتخذة وإن كان تأثيرها يبدو تأثير فراشة غير مرئية، فإن وقعها أصعب بكثير مما توقع.

ومضة:
الاستهانة بالنظريات وأصحابها، والاستهانة بالأفراد وما لديهم من علم وخبرة، والاستهانة كذلك بالأخلاقيات وعدم تطبيقها أو التمييز أو التنمر الوظيفي أو غيرها من التصرفات التي يظن من يمارسونها أنها ستمر مرور الكرام، وأنها رفرفة فراشة لن يشعر بها الآخرون، هي السبيل الأكيد لاشتعال النار في الهشيم ومقدمة لخراب كبير.

كاتبة وأكاديمية بحرينية