العدد 5430
الأحد 27 أغسطس 2023
banner
إنها امرأة!
الأحد 27 أغسطس 2023

من أتعس الأمور أن تقيم الآخرين، فما بالك إن قيمت امرأة؟ من كتب لك أحقية السؤال أو “الاستظراف” أو الاستلطاف أثناء تعاملك مع المرأة؟ المرأة كينونة بذاتها، الكثير من القصص والحكايات، العبر والمواعظ، المسؤوليات الكبيرة، تعليم الصغير، الاهتمام بالكبير، عمود البيت، مدرسة الأخلاق، مربية فاضلة، أم رائعة، أخت حنون، زوجة راقية، أنيسة المنزل، متكأ الوالدين، عروس القلب، مؤنسة وغالية ولا تكفي كل السطور لوصفها.
ثم يأتي قليل حيلة، ثقيل دم وبلا ظل، ويبدأ في تفصيصها، وكأنها دمية، لعبة، سلعة، يسألها لماذا ازداد وزنك؟ لماذا لم تصبغ شعرك؟ أو أنه يبدي رأيا في شكلها الظاهري متناسيا أنها امرأة! نعم امرأة.. إنسان حي كائن يتعرض للضغط، يتغير مع الزمن، يكبر، يتزوج ويتكاثر، يلد، يربي، يعمل، ثم إنه ينسى ذلك كله وينشغل في توافه الأمور بأن يسأل عن شكلها الخارجي، يا للكارثة؟
بأي حق سمحت لنفسك أن تتخطى حدودك؟ من طلب منك أن تبدي رأيك في امرأة يومها بالكامل وفي الأغلب مقسم بين اهتمامات بالنفس واهتمامات بالغير وعطاء فوق العطاء حتى تستطيع أن تنهي جدول أعمالها المتكرر الذي أحبته، وإن لم تحبه فقد تقبلته، وإن لم تتقبله فهي تسعى جاهدة لأن تغيره بما يناسبها ويناسب ظروفها.. ثم تأتي أنت وتسألها عن وزنها أو شكلها، أو تقارنها بأخريات! يا لك من عديم حيلة وقليل ذوق وأبله، يا من اختصرت حيوات المرأة في عينيك بتسليط ناظريك على نواقصها، متناسيا أنك كلك نواقص وعيوب.
إنها امرأة! جميلة ومليحة! بسمارها، ببياضها، بوزن قليل أو كثير، بشعر أسود أو أشقر طويل أو قصير، إنها امرأة في كل يوم بحال، تارة طفلة وأخرى آنسة وبعدها زوجة، ومن ثم أم، وتليها جدة، إنها امرأة، حتى تلك التي بقيت فتاة إلى يومنا هذا لم ينقصها شيء، بل هي فراشة منزلها وحلاوته، إنها امرأة، انتبه كثيرا عندما تحدثها.
كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية