احتفلت البحرين مؤخرا “بيوم الشباب العالمي”، والذي يصادف الثاني عشر من أغسطس من كل عام، للتركيز على قضايا الشباب والاحتفاء بإمكانياتهم بوصفهم شركاء في المجتمع. ويأتي احتفال البحرين باليوم العالمي للشباب في إطار اهتمام القيادة الرشيدة بالشباب وتمكينهم، ليكونوا قادرين على تحمل المسؤوليات والابتكار والإسهام في رفاه المجتمع البحريني، متجاوزة بذلك مرحلة دعم الشباب إلى مرحلة تعزيز روح القيادة لديهم وإشراكهم في عملية صنع القرار.
ويشكل الشباب ما نسبته 52 % من إجمالي عدد سكان البحرين المقدر بـ 1.5 مليون نسمة في 2021، حيث تحتل قضية الاهتمام بالشباب وتمكينهم مكانة متقدمة في الرؤية الملكية السامية لجلالة الملك المعظم، وهي الرؤية التي تدرك محورية دور الشباب في صنع مستقبل المملكة.
في هذا السياق، وإقرارا بالدور المهم الذي يلعبه الشباب البحريني في تعزيز الحلول الإبداعية والمبتكرة للتحديات الحالية التي يعاني منها مجتمعنا، أصبحت من أهم أولويات المؤسسات والهيئات الشبابية ربط برامج الشباب بالرياضة لتكون بمثابة جسر بين الشباب والرياضة، ووضع السياسات والبرامج التنموية، وذلك بهدف الدفع نحو التغير الاجتماعي الإيجابي من خلال إشراكهم في تنمية مجتمعاتهم، والقضاء على الفقر وعدم المساواة. من الناحية الموضوعية، يمكن أن تلعب البرامج الرياضية والتنمية دورًا مهمًا في تمكين الشباب ليصبحوا قادة المستقبل، من خلال التركيز على دور الشباب في حل النزاعات وبناء السلام، وأهمية الرياضة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لاسيما تلك المتعلقة بالرعاية الصحية، والتعليم، والبطالة والمساواة بين الجنسين، والاندماج والمساواة الاجتماعية والوقاية من التطرف وقضايا البيئة. تلعب الرياضة دورًا مهمًا في تحقيق العديد من الأهداف، لاسيما في تعزيز بناء وإدارة المعرفة حول قضايا الشباب، وتعزيز مشاركة الشباب في صنع القرار، والمشاركة المدنية للشباب والاندماج الاجتماعي، وتعزيز التعلم النشط وبناء المهارات القيادية.
الرياضة خصوصا هي مفتاح تنمية الشباب، حيث تساهم الأنشطة البدنية والرياضية عموما في تنمية المهارات الشخصية واكتساب القيم الحميدة مثل العمل الجماعي والتضامن والاحترام، وكلها ضرورية لبناء مجتمعات مسالمة ومتماسكة.