أكثر ما أخشاه حقيقة في ظل هذا العالم التناقض الكبير الذي يظهر حياة الثراء على السوشال ميديا ويجعل الأغلبية أغنياء، في ظل أوضاع اقتصادية عصيبة تعصف بالعالم من شرق وغرب، وارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، والأساسيات، والكماليات بشكل مبالغ في حالة الشراء، والتدني الملحوظ في أسعار البيع إذا ما احتاج المرء ذلك! حتى البائعون أنفسهم يعانون من قلة الفائدة إثر ارتفاع أسعار الشحن والاستيراد والتصدير، وهو ما يدق ناقوس الخطر بقوة ويدل على أننا في مطلع حالة من الكساد العالمي وأزمة حقيقية كبيرة يجب تداركها بطريقة أو بأخرى!
أعشق العناوين الرنانة وحالات الطمأنينة، لكنني أيضا لست بعيدة عن ملامسة الواقع من حولي، فأنا كالبقية أنزل للبقالة وأفاضل في الأسعار وأشتري في وقت التخفيضات إن وجدت، وأجد أن الكل يشتكي ليس على الصعيد المحلي فحسب، لكن عالميا أيضا أقرأ الكثير من التعليقات في حسابات التواصل الاجتماعي الغربية، وأستغرب من كم التعب والحسرة والحرقة التي يعيشها العالم بأسره، وأطالب أن يكون لدينا الوعي الاقتصادي الكمي من خلال البرامج الهادفة والأشخاص المتزنين وأصحاب الخبرة بالتحديد في مجال الاقتصاد.
ومضة:
في الأيام الأخيرة انتشرت صورة لبطلة مسلسلات الواقع كيم كارديشيان على وسائل التواصل الاجتماعي، تدعو فيها الناس إلى عمل اختبارات جسدية مخبرية وتصوير بالأشعة لاكتشاف الأمراض مبكرا، وقد كان سبب انتشار الصورة أنها كانت معدلة بالفوتوشوب الذي غير تفاصيل الجدار الذي كانت تقف بجانبه في العيادة، وكأي إنسانة يغلب عليها فضول المعرفة دخلت على تعليقات المتابعين لديها لأتفاجأ بكم الرفض والغضب منهم، ليس لأن الصورة معدلة بالفوتوشوب.. لكن أغلبيتهم كانوا يرددون أنهم بالكاد يستطيعون شراء احتياجاتهم من الأطعمة، لهم ولأبنائهم، وأنهم بالكاد يستطيعون العيش، وكيف لهم تحمل نفقات هذا الإجراء الطبي وهم بالكاد يسدون جوع عيالهم! تذكرت أن الممثلة تعيش في دولة تعد من أقوى الدول اقتصاديا بل ويزعم البعض أنها تدير العالم.. دعونا نفكر في الأمر.
كاتبة وأكاديمية بحرينية