العدد 5412
الأربعاء 09 أغسطس 2023
banner
النماذج اللغوية الكبيرة (LLM) الفرصة الذهبية لتطوير أسرع وأكثر كفاءة
الأربعاء 09 أغسطس 2023

النماذج اللغوية الكبيرة (LLM) هي أدوات قوية للذكاء الاصطناعي، تتميز بقدرتها على تحليل وتوليد النصوص بطرق شبيهة بالبشر. اليوم نعيش في زمن ثورة التقنيات، وتتصدر هذه الثورة النماذج اللغوية الكبيرة، فهي أداة متطورة للذكاء الاصطناعي تمتاز بقدرتها على الفهم العميق للغات البشرية وإعادة صياغتها بطرق فعالة وذات معنى، هذه القدرات تجعلها أداة فائقة القوة في كثير من المجالات، ولاسيما في مجال التطوير والبرمجة.
تعد النماذج اللغوية الكبيرة (LLM) أدوات قوية في عالم الذكاء الاصطناعي، وهي تمكن مطوري البرامج من الاستفادة منها في كل مراحل التطوير. تبدأ هذه المراحل بمرحلة الفكرة، حيث تستطيع هذه الأداة جمع الأفكار، ترتيبها، وصياغتها بشكل منسق ومنظم، ثم تأتي مرحلة التنفيذ، ويمكن لهذه الأداة إنتاج الأكواد البرمجية بشكل آلي ودقيق، بل وحتى تكتشف المشاكل وتقترح حلولاً لها، بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدامها في مرحلة الاختبار، فتستطيع صياغة سيناريوهات الاختبار وتقييم الأداء بشكل أوتوماتيكي، ما يساعد على ضمان جودة البرنامج وكفاءته. كذلك، أود أن أشارككم تجربتي الشخصية في استخدام هذه الأداة. قمت باستخدامها في تنفيذ مشروع تقني لإنشاء تطبيق برمجي. هذا المشروع يقدم خدمة تحديد الموقع الجغرافي لعناوين البروتوكول الإنترنت (IP) ويوفر بيانات شاملة عن البلد المرتبط بالعنوان. بفضل استعانتي بالنماذج اللغوية الكبيرة، تمكنت من تنفيذ كل جوانب المشروع بدءاً من مرحلة التخطيط وصولا إلى تدشين موقع إلكتروني بالإضافة لتطبيق الهواتف الذكية في فترة وجيزة جداً. هذا النجاح يبرز القدرة الهائلة لهذه الأداة في تسريع عمليات التطوير وتحسين الكفاءة.
في عالم البرمجة، تظل التوقعات العالية من القادة وأصحاب القرار تحدياً دائماً أمام المبرمجين، وبشكل مؤسف في بعض الأحيان، يميل بعض المبرمجين إلى المماطلة في تنفيذ المشاريع، ربما بسبب ضيق الخبرات أو غيرها من الأسباب، ما يجعلهم يقدمون توقعات غير واقعية بشأن مدة الإنجاز، وهو أمر لا يلبي احتياجات وتطلعات الإدارة. وفي بعض الأحيان، يمكن أن يقبل القادة هذه التوقعات بلا خيار آخر، ما يعني أن مشروعًا كاملاً يمكن أن يستغرق عدة أشهر للإنجاز، بينما في الواقع، يمكن تنفيذه في فترة أقل بكثير، لكن الآن، بفضل النماذج اللغوية الكبيرة تغير المشهد، وأصبح الموقف مختلفًا، تزداد توقعات وطموح القادة بزيادة الإنتاجية والإنجاز السريع، وهذا يضع المبرمجين تحت ضغط أكبر لتلبية طموح ورغبات الإدارة من دون وجود أعذار "واهية" لهم.
لذلك، أحث الجميع، خصوصا الذين يعملون في المجال التقني، على التوجه للتعمق في فهم واستغلال النماذج اللغوية الكبيرة (LLM) فهذه الأداة تمثل فرصة عظيمة لتعزيز الإنتاجية وإحداث الابتكار، وبالتأكيد ستعود بالفائدة على المستخدم بفضل الإنجاز السريع والتعلم غير المباشر عبر تنفيذ المشاريع. هذه الأداة ستساعده على اكتشاف الحلول وتوسيع آفاق الإبداع الخاصة به بشكل غير محدود.

خبير تقني
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية