اليوم، بات الخيال العلمي أكثر من مجرد ذكريات للطفولة أو رسومات كارتونية، أصبح الآن واقعاً ملموساً نعيشه ونجربه يومياً، بفضل الدور الكبير الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في تحويل أحلام الكارتون إلى واقع، معيداً بذلك رسم حدود الإمكان والواقع، فقد شهدنا مؤخراً عقد أول مؤتمر صحافي من نوعه حيث كانت الروبوتات هي المتحدثة. نعم، الروبوتات التي تتواصل مع الصحافيين وتطمئن البشرية بأنها لن تأخذ مكان الإنسان، ما كان في السابق مجرد خيال يتجلى في الرسوم المتحركة، أصبح اليوم جزءاً من الواقع الذي نعيشه.
والروبوتات ليست مشاركة فقط في المؤتمرات الصحافية، بل أصبحنا نراها تتجول بيننا في أماكن عديدة، وقد شهدنا تجربة حقيقية وملموسة لدورها الفعال في تقديم الخدمات خلال موسم الحج، حيث تم إطلاق 11 نوعًا من الروبوتات التي تقوم بمهمات مختلفة تشمل الأمن، التوجيه، التعقيم، وحتى تقديم الفتاوى وغيرها. وليس هذا فحسب، في بعض المجمعات التجارية، أصبح وجود الروبوتات مشهدًا مألوفاً، حيث تقوم بتقديم المساعدة والترويج للزائرين، بل إن الروبوتات أصبحت نقطة جذب تستحق الوقوف، ما يجعل الأطفال والكبار على حد سواء يتوقفون لالتقاط الصور معها أو تسجيل مقاطع فيديو لنشرها ومشاركتها.
وفي ظل هذا التقدم الهائل، يتوجب علينا أن نتوجه للاستفادة القصوى من هذه التقنيات في حياتنا اليومية، وأن نحرص على تزويد أبنائنا بالأدوات اللازمة للتأقلم مع هذا العصر الجديد، الذي يحمل الكثير من التغيرات المتسارعة مقارنةً بالحياة التي عاشها الجيل السابق. الحياة التي كنا نراها في أفلام الكارتون أصبحت حقيقة اليوم، فهل يأتي اليوم الذي نرى فيه جريندايزر يحلق في سمائنا؟ ربما يكون الجواب أقرب مما نتوقع.
خبير تقني