العدد 5395
الأحد 23 يوليو 2023
banner
“يا حبذا لو!”
الأحد 23 يوليو 2023

لا أعلم مدى أهمية أن أطلع على آخر الأخبار الخاصة بالأقارب والزملاء! فلانة تزوجت وأخرى تطلقت، و”فلان” أشهر إفلاسه و”علان” ترقى في سلمه الوظيفي، وإن كان لزاما فهو فقط للتهنئة إذا ما كان الخبر جيدا، أو للاطمئنان والمواساة إذا ما كان الخبر حزينا، عدا عن ذلك فلا جدوى من تتبع أخبار الآخرين، وحياكة القصص حولهم وتناقل الهمزات واللمزات ويا كثرة الشامتين!
يقول لي أحدهم إن مجمعه السكني مكتظ بالعوائل والحركة لا تتوقف في أزقة الشوارع الضيقة، جاوبته.. يا لك من محظوظ فأنت وعائلتك بالتأكيد لديكم الكثير من الأصدقاء والأهل حولكم، وهو ما يتمناه أي فرد من علاقات محيطة به، لكنه صدمني بأنه لم يتبادل أية زيارة عائلية مع أي من جيرانه الذين وصفهم بالفضول المطلق، فلا توجد سوى الأسئلة عن سيارته القديمة أين باعها وبكم أخذ الجديدة! وأحيانا يتطور الحديث إذا ما وقفت سيارة أحد ضيوفه أو ضيوف أهل بيته عند منازل الجيران، فيطالبونه فورا بإزاحتها وإلا قدموا شكوى عليه! الشكوى لله فيما وصلنا له من علاقات متردية، تسودها المصلحة، أكون قريبا من أحدهم لأن قربي منه قد يكون بدافع المصلحة، أو الترقي الاجتماعي المصطنع، أو حتى فقط لإضاعة الوقت في وقت الفراغ! أين وصلنا بالله عليكم؟ أين المودة؟ أين الأخوة في الله؟ أين مشاعر السعادة الحقيقية لفرحة أحدهم؟ أو الاستنكار والزعل لحزن أحدهم؟.
ومضة:
قالت لي إحداهن مرة إن العلاقات يشوبها الفضول في المقام الأول، قد يرافقك أحدهم فقط ليكون على معرفة بما عندك، ومن أين لك؟ ولماذا؟ لا أكثر من ذلك، وغالبا ما يختفون إذا ما كونوا المعلومة كاملة أو انتهت مصلحتهم أو وجدوا أن لا فائدة منك أساسا، لذا يا حبذا لو نبدأ باختيار علاقات وصداقات كما لو كنا نختار شركاء حياة دائمين تكشفهم المواقف فنزداد تعلقا بهم ولا ننفك عنهم أبدا.

*كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .