كثيرة هي المكاسب التي حظي بها مجمع السلمانية الطبي، وآخرها إنجازه 1654 عملية جراحية خلال شهر يونيو الماضي، وفي الوقت نفسه تتسرب وبمعدل مفزع الأخطاء الطبية المميتة كما حدث قبل أيام بوفاة مواطنة بالمجمع، وكما أوضح النائب محمد الرفاعي “هناك تساؤلات عديدة حول جودة الخدمات الصحية في المستشفيات والمعايير التي يتم بها تقييم مستوى الخدمة في المستشفيات، وكذلك هناك خلل واضح في القطاع الصحي”.
كل مواطن بحريني يتفق وخبرته على أن مجمع السلمانية الطبي يمر بمرحلة فاصلة وحاسمة في تاريخه، حيث زادت لوائح السلبيات عن لوائح الإيجابيات، ولا نشعر بتغيير يرقى إلى المستوى والطموح المطلوب، رغم وجود الكفاءات والخبرات والمهارات، وهذه قد تكون ملامح سوء الإدارة التي توجه لها معظم السهام، أو نتيجة الضغط الكبير على المجمع وعدم تهيئة الظروف الملائمة لاستقبال هذا الكم من المرضى والمراجعين.
لا أعلم لماذا عندما نذكر اسم مستشفى حكومي، تنار المصابيح الحمراء وإشارات الخطر، وكل مواطن ومقيم عاش قصصا بالغة التعقيد عند زيارته المستشفيات الحكومية والمراكز، يكفي أن البعض يرفض تحويله إلى مجمع السلمانية الطبي من المركز التابع لمنطقته، لمعرفته بالوضع وطوابير الانتظار بكل الصيغ العامة، فمدة الانتظار في الطوارئ والتصنيف قد تحتاج إلى قرنين ونصف من الزمن، ونحن لسنا بصدد تلفيق المواقف، لكن هذا هو الواقع الذي يعرفه كل مواطن ومقيم.
مؤشرات الأخطاء والسلبيات في مجمع السلمانية الطبي واضحة، وآثارها المباشرة ظهرت منذ سنوات، وأكثر ما يزعج المواطن قيامه بالتبليغ عن التقصير أو الإهمال، لأنه يتمنى من المستشفى الذي يتعالج فيه أن تضارع كفاءته أفضل المستويات العالمية، ولا تهمه أرقام العمليات والحسابات الرياضية بقدر ما تهمه الرعاية الصحية وجودة الخدمات المقدمة.
المبدأ يقول.. عليك استخدام المجداف لتحريك القارب، وأتصور أن مجمع السلمانية الطبي يحتاج إلى مجداف لتجاوز حدود الأخطاء والسلبيات.

* كاتب بحريني