العدد 5381
الأحد 09 يوليو 2023
banner
طاقة يومنا من كلماتنا
الأحد 09 يوليو 2023

عاهدت نفسي مسبقا ألا أستخسر كلمة حلوة يستحقها شخص ما، كلمة حقيقية وليست مجاملة، كأن أرى فستانا جميلا على إحداهن فيروق لي مظهرها وأستحسنه، أو أن أمدح عمل أحد الأشخاص كطالب أجاد مشروعا مطلوبا منه، أو طالبة شاركت بفكرة جديدة مختلفة عن ما سبق، أو طفل ذي ابتسامة خلابة أرتاح برؤيته فأذكر الله أحسن الخالقين، كلها كلمات لكنها كلمات بيقين أن فيها الكثير من العطاء على حد سواء لي وللآخرين، وأنها ليست مجرد كلمات مدح أو ثناء. أما “لي” فالعطاء ولو بكلمة يجعلني سعيدة ويمدني بطاقة أستطيع من خلالها أن أجابه أيامي المتقلبة، فليست كل الأيام جميلة أو زهرية اللون كفستان ابنتي الصغيرة، فالغيوم لطالما عكرت صفو أيام صيفية، وكذلك يحدث في كل الفصول! لكنها الدنيا تكون كما نود أن تكون! لذا فبعض الكلمات تحييني قبل أن تحييهم!
أما “لهم”، فواجب علينا أن نمتدح من سن سنة حسنة في مظهره أو كلامه أو دراسته أو عطائه، ذلك يزيد بهجته ويثني عليه ويزيد عطاءه، فبعض الكلمات تحييك من حيث لا تدري، وتبعث فيك الأمل، وتشد من أزرك، وتهبك حياة فوق الحياة! فما بالك إن ألقيتها على مسامع من يستحقها.
أما “لنا” جميعا فهي كلمات بسيطة بطاقة كبيرة، كأن تلقي السلام أو أن تصبح أو أن تمسي أو أن تمتن وتشكر، كلها كلمات إيجابية بسيطة تفعّل طاقتنا الداخلية وينتج عنها الكثير من المحبة والألفة، بل إنها تشيع طاقة المحبة وتخفف توتر الأجواء إن كانت مشحونة، وتزيد راحة البال وتعطي فرصة للصفح، وفرصة للبدايات الجديدة. فهل جربت طاقة تلك الكلمات؟.

*كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية