فرصة عظيمة للطلبة والطالبات في ترتيب أولوياتهم وبدء فرز مهماتهم والتعلم من أخطاء الماضي لاستقبال عام دراسي جديد بعد شهرين من الآن. شهران بالتمام والكمال فترة كفيلة بأن تغير الكثير في نفس الإنسان، فأغلب العادات البسيطة تحتاج إلى 3 أسابيع لتثبيتها كالنوم في توقيت مبكر والاستيقاظ كذلك في توقيت مبكر وبدء المهمات اليومية ومحاولة إنجاز العدد الأكبر من تلك المهمات، بالإضافة إلى الاهتمام بالرياضة والصحة والنفسية، والأجمل من ذلك كله أن تقضي وقتا في القراءة العامة التي تغذي الأفكار وتمد الأبصار وتفعل العقول، وستكون من المحظوظين لو استطعت أن تلتحق بأية مهنة بسيطة أو بدوام جزئي في فترة الصيف.
كل ما سبق أفكار بسيطة سهلة التنفيذ لمن يريد أن يستمتع بإجازة صيفية محفزة ومساهمة في صقل شخصيته ومهاراته، فلا أفضل من الاهتمام بالنفس عبر الطعام الجيد والرياضة والنوم، ولا أفضل للعقل من ممارسات مهنية حقيقية تفرضها المعاملات اليومية بين بني البشر في كل ساعة وكل حين. لم يفتني أنك طموح للغاية، وأنك مؤمن بقدراتك ومهاراتك، وأن الفرص الواعدة من حولك قد تكون ضئيلة مقارنة بما تراه بنفسك، لكنها نصيحة مني للجميع، أقبل في أية فرصة عمل بسيطة لأنها ستشكل مرحلة عبور إلى ما هو أجمل وأوفر حظا مما أنت عليه حاليا.
تذكر أن تكون “قد الكلمة” ملتزما بوجودك، هي مفتاح النجاة دوما، فلا داعي لأن تحمل نفسك فوق طاقتها بادعاء فهم موضوع ما أو قدرتك على إنجاز شيء لا تستطيع إنجازه، سيعطل ذلك مسيرتك كثيرا، فالمطلوب منك حاليا أن تتعلم عن العطاء ولو على سبيل الكلمة إن كنت شحيح الأفعال ضعيف الشخصية غير قادر على الوفاء بوعودك! وأخيرا استمتع.. نعم استمتع بكل موقف جميل أو حتى ثقيل يمر عليك، فهكذا يصقل الرجال وهكذا تهيأ النساء، فلن تكون مقبلا وواعيا على دنياك دون مواقف تعلمك العبر وتستنتج منها الحكمة والدروس.

*كاتبة وأكاديمية بحرينية